أعيرة الصباح...بقلم الشّاعر وائل العجواني.

قصيدة \ أعيرة الصباح !
للشاعر المصرى \ وائل العجوانى
كرِهتْ شكايتَنا السماءْ ..
والأرضُ فرَّتْ ..
من جيوشِ دموعنا ..
نُمسى ونُصبحُ فى البُكاءْ..
وكأنَّ هذا الدمعَ ..
سرُّ وجودنا !
رفقاً بعينكَ أيها الشاكى
فنحنُ ننسجُ بالدموعِ لُحودنا
مَنْ قالَ إنَّ الدُّرَ دمعٌ فى المَحارْ ؟
الحزنُ لحنٌ أسودٌ ..
أعمى ولا يرقى إلى الإبصارْ
الحزنُ شوكٌ فى ضلوعِ الأرضِ
مُرْتَجِفَ الإزارْ
الحزنُ للشيطانِ مجدٌ حاملٌ
ولليقينِ الحرِّ سكينُ انتحارْ
من ألفِ عامٍ أويزيدْ ..
والأرضُ تنسجُ كلَّ يومٍ
ألفَ فستانٍ جديدْ
مَنْ قالَ إنَّ الشمسَ لا تأتى إلينا
كلَّ يومٍ بالجديدْ ؟
مَنْ قالَ إنَّ العمرَ ..
مطروقٌ كألواحِ الحديدْ ؟
واللهُ قد خلقَ الحياةَ
وبثَّها الأُفقَ المديدْ
وجعلَ كلَّ مافوقَ الثرى وهجاً فريدْ
وشقَّ تحتَ الصخرِ نهراً
كى يقرَّ بهِ الوريدْ
من عتمةِ الليلِ البهيمِ
تفيضُ أعيرةُ الصباحْ
ومن كهوفِ الظُّلمِ ..
يأتى الحُلمُ بالمفتاحْ
مهما ارتأينا أنَّ شكوانا
يُؤجِّجها النباحْ
سنظلُّ ننبحُ – دونَ جدوى –
والليلُ يضحكُ من سذاجتنا
وتسخرُ من غباوتنا الرياحْ !!
جزء من \
قصيدة \ أعيرةُ الصباح ! \ وائل العجوانى