جزت العنق....بقلم الشاعر عيسى حداد.

جزت العنق ..........
قطعت احبال الصوت
وارتجفت الروح
وتاهت الحروف
واشتعلت الرجفة
من القلوب
واختنق الف مولود قادم
من وطن انفصل عن أم
ورضيع مكسورة بيارقه
هناك صراخ صامت
ولعنة اجتاحت الحناجر
تمددت على اغصان الندى فجفت
من ينبوع ساخن
يقطر دما من افواه
تتجرعه شفاه
وحلقوم مجزوز.......بدم بارد
صفة لا توصف باحلام الازعاج
ولا مع سروات القمر بالظلام
تاهت ابجدية عروبتي
وتهيجت عناقيد ثورة حمقاء
ارتقصت على جمر
وكوت انحار الأمم
وضحكت عليها أمم
وتصهللت فوق جثثها رصاصات مواليدها
معدومة شفقة الآه من عروبة عمياء اصبحت
اجتثت رحمة الله على الارض
واديان عيسى وموسى ومحمد.......
واغلقت تواصي ابراهيم.........
خلف بوابات مسدودة للسلام
واضاعت المفاتيح
واجهظت اعياد الميلاد للأمم
إن اسكنوا بسلام آمنين
فاصبحت مجروحة حروف اللغة
وانهالت عليها عبارات الشتم
والقهر والعذاب والغدر
ملعونة بين الأمم بناتها
وذررايهن من انسالهن
لان الزرع قد قد فسد
والقمح اكله الدرع والسوس
وبيارق اعلام امتي اشتهت الذبول
يا الله..........
ارحم ثم ارحم
امما ذلت بعبيدها
قهرتها الاسياد بالأسواط
وخمعتها كفرائس للسنين
وقت احجمت عن تلبية نداء الاوطان
فكانت هنالك خرائط ثم تمزقت
وحدود إنتهكت
وصبايا ذبحت اعراضها ومزقوها
وبني العرب يسكرون
تيستحبون العاب الدمى
آه من وجع مستميت بالروح والنفس
والجسد عاطل الحراك
والنواح يتواصل عبر اثير الامواج
والندهات المسلوبة صوت الفزعة
ان اقترب الموت الأحمر
وتقشمرت الاعناق........
من رجفة الصراخ الارعن
والاذان المسدودة المخارج
هناك..........
تقف الكلمات على اشياك الهزيمة
مرسومة للفوضى عناوين الشعوب
يذبحون ويتقلون العصافير والحاسيسن
ويلعبون بالفراخ احجار نرد وشطرنج
بمعارك خيبتهم..........
على طوائل العهر والسكر
فالزمان يسجل
والعيون تدمع دما
وتتحوسب كمراتها
على مسارح الضحايا
حين يئن الصوت ويختنق البوح
فترتسم ايام ملعونة اليتم
على سجلات الايام
وصفائح الدهور
واوراق البردى المحنطة .........
في مقابر الجدود والاباء
من ازمنة النصر المجهول
من موطن اسير
يلهث خلف الغدران لشربة ماء
واعماقه بحور سوداء
تتجرعها الغربان
وتموت على بحورها النوارس
ويموت على شطآنها الياسمين
والجوري والنرجس
وتحتل الحدائق بسوسنها
ليسكنها الغرباء
ومن حولهم تهتز جبال اوطاني
من رعدة الخوف والصخب الاحمق
من صهيل الخيل الخرساء
وقعقة السيوف المخزنة بالمستودعات
والبنادق يأكلها الصداء
من ازلام عروبتنا الخاملين بكروشهم
على اضاحي الاعياد ........
ناطرين زمن مواسم الشبع من الجوع للبطون
الشاعر
عيسى حداد
رحلة العمر