المركز الثامن مكرر سيد يوسف مرسي ... مصر عن خاطرته يحار فكري
حارُ فكري
يحار فكري جوف رأسي
إن دبت أقدامي علي شاطئك
كن لي ودوداً إن زرتك وابتسم
واجعل لوجهك بشاشة في وجهي
فإني أخاف منك وأرتجف
لا تثور في وجه الحليم
وكن غضوباً في وجه الظلم
بدِي أن أهامسك ، تهامسني
في ركوع الصمت
بعيداً عن لجاجة الموج
وعكر ماءك الملح
الشمس تعانق الدنيا بالصحو
وإن اشتدت حرارتها
والناس تلقاها بصدر رحب
أصغي إلي هديرك يا بحر
فينتابني الخوف منك والذعر
وأحسن أن الخليقة ما عاد لها عيش
وأن الأجل لها قد احتدم
يا بحر
لما الغضب علي أحبابك
وعلي سكانك ممن سكنوا شطك
أو كانوا من القواقع جوف الصخور
ومناخ لا يحتمل
ودي أتيك كي تغرد معي في وحدتي
كلما دندنت علي أوتاري أرتجي النغم
أهفوا إليك تواسيني
أبيح لك
ما خلدت في ذاكرتي شيئاً يعتبر
لعلني ألقي في رحابك
ما ترتاح به نفسي وألتجم
ما أخفيت عنك سراً
وها أنا الملاح فوق وجهك
وأنا ألغواص في أعماقك
والعاشق لك في الرخاء
وحين يحتدم الأمر
عند توهجك يمتلكني الفضول
تسوقني الظروف
حين تلقيني علي شواطئك
عشق لك
عشق خالص
لا عشق خادم لا خادمه
هنا تُولد بنات أفكاري
والرجاء أن تكون لنا
فأنا الفاني الصائر إلي العدم
إياك أن تغدر بي
وكن لنا وفياً إن أشتد بنا اللهب
عسي أن يقابلك غيرنا يوماً
فتقول كان لنا صديق يوماً هنا محتسب
رويدا فعسي ربك أن يأتي يوماً
لنا ولك بالفرج