مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المركز السابع مكرر صالحة بورخيص ... تونس عن قصتها أمل فى القمامة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




المركز السابع مكرر صالحة بورخيص ... تونس عن قصتها أمل فى القمامة  Empty
مُساهمةموضوع: المركز السابع مكرر صالحة بورخيص ... تونس عن قصتها أمل فى القمامة    المركز السابع مكرر صالحة بورخيص ... تونس عن قصتها أمل فى القمامة  I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 27, 2015 1:21 pm

المركز السابع مكرر صالحة بورخيص ... تونس عن قصتها أمل فى القمامة
أمل في القُمامة
**********
باتت ليلتها ساهرة تتقلب في مضجعها كأنها على الجمر، نامت الناس أما هي فلم يغمض لها جفن، لا تدري أهو قلق الفرح أم قلق الخوف.. صور عديدة تتوزع بخاطرها، تتأرجح سفينتها بين موج هادئ يداعبها و آخر يعصف بها يكاد يقذفها في اليم.. كل الذين حولها نائمون ربما كانوا لا يحملون هما مثل الذي تحمله فالحسّ الذي وهبه الله في قلبها قد فاق طاقة الاستيعاب.
الليل يمضي يمرّر بعض أمل ليوم الغد والثّواني تمرّ كما القطار يمرّ عبر المحطات.. في كل محطة وجوه مختلفة وأحداث جديدة..
سافرت مع بعض الذكريات إلى أيام الدراسة إنها تحلم دائما بمستقبل أفضل، يتراءى لها وجه أبيها الذي ناضل من أجلها وبقية أخوتها ووجه أمّها الكادح حتى بلغوا درجة النجاح والتفوّق.
تتسارع دقات قلبها مع دقات الساعة المنتصبة على الحائط، بين الثانية والثانية والدقيقة والأخرى تمرّر لقطات من شريط حياتها، من أقصى الجنوب إلى العاصمة قادها القدر بحثا عن بصيص أمل في الحصول عن شغل بصحبة أسرتها، ليس من الهيّن أن يغادر المرء مسقط رأسه.. ليس من السهل أن يترك ذكرياته تلويها رياح البعد.. ولكن عند الشدائد لا بأس من المغامرة و التضحية في سبيل تحقيق بعض نجاح.
كانت تعرف الوضع المتردّي في البلاد اثر ثورة قام بها الفقراء بحثا عن التحرر من قيود الهيمنة ونهب الخيرات فللجميع الحق في العيش الكريم و الشعور بلذة الحياة... كانت أيضا تعرف أن الأوْلوية في التشغيل تتم حسب مُعطيات عديدة من بينها عدد سنوات التخرج وهذه الشروط غير متوفّرة لديها في الوقت الحاضر لأنها حديثا أنهت الدراسة.
يبدو الأمر هذه المرة مختلف لذلك تركَتْ المجال مفتوحا لبعض الآمال تخترق قلبها اثر قرار إدارة التعليم إعطاء فرصة لتشغيل فرد من كل عائلة تجاوز عدد أفرادها الواحد وبم أنها و أخواتها تجاوزن ذلك العدد فالفرصة حسب رأيها أصبحت أكثر من سانحة والحلم أصبح أكبر.
هاهو نور القمر يخترق غرفتها ممزقا غشاء الظلمة يضفي على وجهها بصيصا من الفرحة.. تمنت لو كانت كل حياتها مثل هذا القمر الذي يسير في سكون، منتظما في حركاته، عاليا في مكانته، بعيدا عن شقاء لم يُكتب إلا لسكّان هذه الأرض.. سامحك الله يا آدم أخطأتَ فعاقبك الله بالشّقاء والتعب واللهث وراء الأشياء.. لقد تعبتَ وأتعبْتنا معك.
أخيرا هو ذا صوت الآذان ينادي إلى الصلاة، الحمد لله انه الفجر.. نهضت من فراشها شعرت بثقل في أجفانها من طول السهر،لا بأس.. بعض السّويْعات فقط وتنتهي الآلام بإذن الله. اقتربت من النافذة مبتسمة لنجمة الصباح الساطعة، مدت يديها كأنها تريد أن تصافحها.. هيا أيتها النجمة الجميلة جودي لي ببعض الأنفة والعلوّ، التفتت وراءها إلى إخوتها.. ربي افتح لي أبوابك.. جادت عيناها بدمعة سرعان ما أخفتها.
دعتها أمها إلى الفطور فارتشفت قليلا من القهوة ثم ذهبت إلى مكتبتها.. جمعت كل الأوراق المطلوبة و رتّبتها داخل ظرف وخرجت تسابقها رجلاها يتبعها دعاء أبيها إلى خارج البيت.
وصلت المكان.. سلّمت.. سألها الموظف :
_ما حاجتك بنيتي ؟
أجابت بكل حماس :
_لقد جئت بالملفّ العائلي الذي يخص تشغيل فرد من أفرادها.
_أين هو؟
_تفضل سيدي
بدأ العون يتفحّصه و بدأت دقات قلبها تتواتر، بعد لحظات التفت أليها قائلا :
_لا يمكننا يا بُنيّتي قبول هذا الملف..
_لماذا ؟
_والدك يتقاضى مرتّبا وهذا يتنافى مع شروط الترشح..
_و لكنّنا يا سيّدي ثلاثة في العائلة متحصّلات على شهائد و أنّ حالتنا المادّية ضعيفة وعددنا كبير ثم اننا ندفع الإيجار كل شهر.. وإننا.. قاطعها:
_عفوا بنيتي.. لا أعذار تنفع فالأولويّة للفقراء..
_ماذا.. الأولوية للفقراء و هل نحن أغنياء؟
تمْتَمَتْ بكلمات لم تتشرف بسماعها إلا أعماقها الجريحة ثم خرجت تجر أذيال الخيبة.. الحزن في قلبها و الدمع في عينيها، كل أحلامها تبخّرت كما الضّباب تطارده خيوط الشمس..
حملت الملفّ بين يديها.. تأمّلته طويلا ثم رمت به في القُمامة، نظرت إلى الأعلى .. سحب ملبّدة تحيط بها من كل جانب.... وما أصعب أن تكون بتلك الحال...
أحسّت أن أجنحتها قد تكسّرت.. مشت خطوات.. قابلتها حديقة عمومية انقادت إليها دون شعور منها.. شدّ سمْعها صِياح الأطفال وهم يلعبون.. اتّجهت نحْوَهُم.. اختلطت بهم و غابت في حضن الطفولة البريء...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المركز السابع مكرر صالحة بورخيص ... تونس عن قصتها أمل فى القمامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المركز الحادي عشر : صالحة بورخيص ... تونس عن قصتها حلم مبتور
» المركز التاسع مكرر قصة قصيرة بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016- قصة هروب 33.5 دررجة للكاتبة صالحة بورخيص/ تونس
» المركز التاسع مكرر احلام كنسي ... تونس عن قصتها يوميات ميت
» المركز السابع عشر : أحلام كنيسي ... تونس عن قصتها احتفال
» المركز السابع مكرر فاطمه عطا حسنين ... مصر عن قصتها لقاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: إرشيف آسمهان الفالح-
انتقل الى: