في حضرة النجوم
ﺃﺗﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ بهدوئه ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺃﻧﻴﺲ يطفىء نسائم الوحدة بنفسها..
ﻓﺘﺤﺖ النافذة الهواء يجتمعتا أنسام بادرة و حارة فوق ﺧﺼﻼﺕ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﻋﻢ.. ﺟﻠﺴﺖ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺗﺮﺍﻗﺐ ﻭ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ.. تجذب ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻣﻀﺖ من دموع الشهب الذي انطفأت فوق الخدود .. ﺗﺘﻤﻨﻲ ﻟﻮ ﻳرجع ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ ﻟﺘﺼﻠﺢ ﻣﺎ ﺃﻓﺴﺪﻩ ﺍﻟﺰﻣﻦ؛ فكلما تري النجوم ﺗﺘﻸﻷ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﺨﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺴﺨﺮ ﻣﻨﻬﺎ ..ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﻄﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﻥ، ﻭ ﻳﻐﺮﻕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﻓﻲ ﺑﺤﻮﺭ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ.. ﺗﻬﻔﻮ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺬﺑﺔ تجاه كسوف القمر الذي تلاشي وراء ما أفسده الزمن.. ﺑﻘﻴﺖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭ ﻟﻴﺎل، بكل ﻟﻴﻠﺔ ﺗﻘﻒ ﺣﺎﺋﺮﺓ ﻭﺣﻴﺪﻩ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺭﻓﻴﻘﺔ ﺩﺭﺑﻬﺎ .. أثمر الاﻧﺘﻈﺎﺭ عوالم تركض بكواكب الخيال.. ﺗﺮﻗﺐُ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ ﻗﺪﻭﻡ شىء ﻣﺎ ..اﺳﺘﻤﺮﺕ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﻪ أيام و سنين.. قررت اغلاق نافذتها للرحيل.. التفتت و إذ بالقمر يَضع يده على كتفها، و يطوي صفحة الليل.