على سبيل .. أنماط ظلال
إنهُ أمرٌ غريب ، كلّ شيء مقدّر يحدث ، ولكنهُ في بعضِ الأحيان مقزّز ومثيّر للشّفقة ، مَمهور بوميضِ الّلعنة ، هؤلاء الشواذ يدعوني للتقيؤ
حياتي تمرّ أمام عينيّ ، فأنا لا أزال أستمع لآراءك التي أعلّقها في دمي ، وأجعل منها سفراً مقدّساً ، أتأملّه كلّ يّوم في ذاكرتي
كنت حاضراً ، تفرد جناحيكَ القوّيين مثل حمامة ، تحضن الهوّة الهائلة ، ويتحد النقاء بالنقاء
أيها الغائب ، أردتُ ملامسة شعرك ، لأمنحني الحنان الذي أبقيتُ عليهِ محجوزاً في داخلي ، لكنّني لم أكن واثقة بردّة فعلك ، وفضّلتُ ألاّ أفعل ذلك !
تجرح كلماتي قلبي ، لكنّني لا أعرف بمّا أجيب ؟
إنّ حضوري في غيابك ربمّا لا يعني للآخرين شيئاً ، ولكن يَعني ليّ الكثير ، لقد نصحتني أن ابتعد عنهُ ، ولا تغرّني المظاهر ، إنّها خدعة المرايا ، تخدعنا بزرقة السماء ، ومتعة أن نَرّقبُ البحر بمدِهِ وجزره ، وقمّة المتعة في الإصغاء إلى صوتِ أموّاجهِ المتزاحمة وهي تثور
قد تكون مغامرة وألقيتُ بنفسي بين الأموّاج ، أرى الناس من تلك القمّة التي تنذرني بالسقوط ، فتغلبت عليّ أقاويل الاتهام في غدرهِ ، وارتفعت المنايا فوق الأموّاج ملوّحاً في الأفق
نحن في زمن ، بصائرنا ليست لنا ، وألستنا تنطق بغيّر ما خلقت لأجله ، مسامعنا تضطر أن تسمع كلّ شيء
لمْ يعدّ أحدّ قادراً على الانتماء إلى ذاته ، كلّ يّومٍ يمرّ على غيابك تزداد حضوراً في ذاكرتي ، وأشعر أنّ حدسي خانّني !
من أنا ؟
أيّ حبٍّ يجري في عروقي وفي قلبي ؟
بالأمس ، عندما عرفتُ أين أجدك ، شعرتُ بالخوف المطلق ، من أين أبدأ ؟
أفترض أنّك كسائرِ الرجال ، يمكنك قراءة الطالع في الكف أو في الورق ، أو التنبؤ بالمستقبل ؟
لا ، هذا غير صحيح ، لقد أدركتُ أنّ بأمكانك مساعدتي ،ففقدانك فقدان نفسين ، وكأنّ صوتاً غير صوتي ينبعثُ من شفتيّ ؟
كان عقلي ذاك الذي تكلم من خلالي .