وجهان للحب
هو حقا أجمل شيء في الوجود وهو أيضا أفظع شيء في الوجود إنه كالأرجوحة يعلو بك فتمس عنان السماء ثم يهبط فجأة فترتطم بالأرض الله يلعنه ويلعن سنينه، هكذا بدأت أختي الكبرى حديثها معي بهذه الكلمات التي لم أسمع بعدها أي كلمة مما قالت فلقد غبت عنها وذهبت مع مرارة تلك اللحظات
فلم يكن يبقى إلا أياما معدودات وأذهب إلى عش الزوجية كانت تغمرني فرحة عارمة لأنني فزت بحبيب القلب ، تضاعفت زياراته من أجل ترتيبات الفرح وتجهيز شقة الزوجية كلما حضر وجد معي جارتنا الأرملة الحسناء تعارفا أكثر وقصت عليه قصة خلافها مع أهل زوجها المتوفى من أجل الميراث خاصة وأنها لم تنجب أكد لها أنه سيقف معها حتى تحصل علي ميراثها وقال ضاحكا اسألي صحبتك أنا أشطر محامي في مصر تودد إليها أكثر وأغدق عليها بسهام النظرات التي كانت تشعرني بأنها طعنات في قلبي كنت أكذب نفسي متعللة بأنها الغيرة على الحبيب و زوج المستقبل ،أما هو فقد لمعت عيناه ببريق الطمع ونصب حولها شباك الخداع وأصبح يقضي الليل طريح الأفكار التي تتقاذفه بين حبه ورغبته الجامحة في الثراء ،أما أنا أصبحتُ بالنسبة له كابوسا لا يحقق أحلامه أسرع بالتخلص من ارتباطنا ، تجرأ وردد كلمات الغزل على الأرملة وأخبرها أنه وجد أخيرا من تصلح أن تكون شريكة حياته لمس منها استجابة لرغباته وبصر بريقا بعينيها بنشوة الفوز،بعد فترة من اللقاءات بحجة قضية الميراث شجعه غروره ليطلب يدها للزواج نظرت إليه نظرة استهزاء ، نهرته صاح فيها لائما ، انهالت عليه بالسب ووصمته بالغدر والخيانة ، أصابه وجوم واحتبست الكلمات في حلقه، ابتسمت ابتسامة ساخرة بها حنق ثم قهقهت وهي تغادر قائلة كلهم سواء: لقد فزت بالرهان ..!!