مع سبق الإصرار
تعبا من طول الكر والفر، اتفقا على هدنة لالتقاط الأنفاس؛ لا يُزعجُ أحدهما فيها الآخر، ولا يغدر به، اختارا بقعة خصيبة على جانب النهر، سكن القط في أعلاها، ونزل الفأر في الأسفل، لم يطقِ القط صبرًا؛ وهو يرى غريمه يمشي مطمئنًا، واعتبر ذلك إهانة في حقه، وتشكيكًا في قدراته، قطع عليه الطريق، وقال متوعدًا: لقد نقضتَ العهد، وعدت إلى إزعاجي، وجزاءً لك لا بد من قتلك! سأل الفأر مذهولًا: وماذا فعلتُ؟ أجاب القط: عكّرتَ علىّ الماء! تعجب الفأر وصاح مستنكرًا: ولكنَّ النهر يجري من عندك إلى عندي، فكيف أعكّرُ عليك الماء؟ هزَّ القط رأسه وقال: إنَّ جدالك وعنادك هذا، لا يزيدني إلا إصرارًا على أكلك!