هلوسات الليلة الأخيرة
........................
في هذا الليلِ المُبعْثَرِ على عَتَباتِ الحُزنْ
تَتَبخْتَرُ الأصَابعُ على بقايا مِنْ جَسدْ
يتَهَافَتُ الفَجرُ على الضياءْ
بقايا مِنْ رَمادِ النَّبضِ قَدْ رَقدْ
...يقولونَ لي:
هو خيطٌ رفيعٌ بين الحُزْنِ والعُبورْ
يترأى في المَلاذَاتِ مَنامُ الصِبا
سَيَفْتَحُ الفجرُ نوافذَ لمْ تُرَ
ها أنا أرى:
وجعٌ فوقَ الرُكامِ يبقى... وإن خَبا
مراقد ٌمن الظلِ تناثرتْ
اسمٌ على قوائمِ الصخرِ أتى
عناوينُ الرواياتِ على رصيفِ الرحيلْ
طَلّعٌ من الأكَاليلِ دنا..... ومضى
ما سِرُ الانفلاتِ نحو المغيبْ ؟
ومُعتَّقَاتٌ مِنْ ظمأ الرمالِ تأتي
صَفَحَاتٌ مِنَ الفراقِ صَمْتي
قَصَائدٌ مِنَ العِشقِ ما زِلتُ اكْتُبُها
ما زلتُ أنا قبلي
جسدي المَصْلُوبُ على أبوابِ الصَّقيعْ
هُناكَ حيثُ كانَ المُودّعونَ يتهامسونْ :
لعلهُ الفِرارُ إلى وطنٍ لم نراه
لعلها الخطيئةُ تحمي صِغارها منَ التَمادي
لعلَ اللهَ يُنادي
لعلي سَأسْكُبُ جَسَدي قُرباناً لِذاتي
عَتِيقٌ أيُّها القلبُ وما زِلْتَ بَحّارا
وحيداً على شاطئٍ لا يعرفُ الرُجُوع
يثقُبكَ المَدُّ القَادمُ مِنْ نُدَبِ الوَقتْ
يحِيكُ فوقَ يَبَاسِ العُمرِ أسوارا
في كهفِكَ الصَمْتُ كما سُباتُ البحرِ أسْرارا
فهَلُمَّ بِنا نحثُ الخُطى بالمسيرْ
هَلُمَّ بِنا مِنْ جَديدٍ نَحِيرْ
تَعَالَ نمضي ولا تَخفْ
جَسَدَانِ في اليُتّمِ كُنَّا
شقيقانِ في الجَسدِ المُسجَّى
غُباراً تَذْرُوهُ الرِّياحْ
فاصرخْ معي عِندَ العُبُورْ :
مرحى بِهذا الصباحْ
مرحى بِهذا الصباحْ