ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺯﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﻪ ﺃﺭﺽ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﺇﺛﻨﺎﻥ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺃﺧﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺍﻟﺤﻘﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻮﺩ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﻴﻦ ﻣﺘﺄﻟﻔﻴﻦ ﻳﺠﻤﻌﻬﻢ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻨﺎﺟﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺳﺎﻫﺮﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ
ﻋﻦ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻣﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻄﻠﻌﻮﻥ ﻟﺠﻌﻞ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﺗﻤﻠﺌﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ
ﻭﺍﻟﺬﺭﻳﺎﺕ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﺳﻨﻴﻦ ﻋﺠﺎﻑ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻤﺎ ﻟﺒﺜﻮﺍ
ﻳﺤﻠﻤﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻫﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﻳﺤﺎ ﺻﺮﺻﺮﺍ ﻣﺰﻗﺘﻬﻢ ﺛﻢ ﺗﻜﺎﻟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻷﻣﻢ ﻓﻔﺮﻗﺘﻬﻢ ﻓﺄﺻﺒﺤﻮﺍ
ﺿﻌﻔﺎﺀ ﻣﺸﺘﺘﻴﻦ ﺗﻮﺯﻋﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﻣﻨﻜﺴﺮﻳﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻳﺘﺮﺑﺺ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ
ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻟﻴﻔﺘﻚ ﺑﻬﻢ ﻭﻟﻴﺤﺼﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻓﺒﺪﺃ ﺑﺄﺧﺖ ﻟﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻭﺝ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻋﻔﺘﻬﺎ ﻓﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺃﻧﺠﺴﻬﻢ ﻓﺈﻏﺘﺼﺒﻬﺎ ﻭﺩﻧﺲ ﻃﻬﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻤﺰﻗﺔ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﺗﺼﺎﺭﻉ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﺛﻢ ﺇﻗﺘﺮﺏ
ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻫﻢ ﻭﻭﺳﻮﺱ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﻭﺑﺄﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ
ﺃﺷﻘﺎﺋﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﻭﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻠﻤﻌﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻓﻄﻤﻊ ﺑﺎﻟﻤﻨﺼﺐ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻩ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺪﻭﻥ
ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻜﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻄﻴﺢ ﺑﻪ ﻓﻬﺎﺝ ﻭﻣﺎﺝ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺳﺎﻧﺤﺔ
ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻄﻌﻨﻮﻩ ﺑﺨﺎﺻﺮﺗﺔ ﺑﺴﻜﻴﻦ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﻓﺨﺮ ﺻﺮﻳﻌﺎ ﻳﻨﺰﻑ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﺇﺧﻮﺗﻪ ﺳﻌﺪﻭﺍ ﺑﺴﻘﻮﻃﻪ
ﻛﺄﻧﻪ ﺣﻤﻞ ﺛﻘﻴﻞ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﺗﺨﻠﺼﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻭﻇﻠﻮﺍ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﻠﻢ ﻳﻠﻘﻮﺍ ﻟﻪ
ﺑﺎﻻ ﻓﻀﻌﻒ ﻭﻣﺎﺕ ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻭﺍﻹﺧﻮﺓ ﻳﺘﻜﺎﻟﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮﺍﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﺃﺗﻰ ﻋﺎﻡ ﻛﺜﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻬﺮﺝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻭﻟﻮ ﻛﻠﻔﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﻨﺎﻕ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ
ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺎﺷﺘﺪ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺴﻌﻮﺍ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺑﻜﻞ
ﻗﻮﺍﻫﻢ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﻟﻠﺴﻴﺎﺩﻩ ﻭﻟﻮﺍ ﻛﻠﻔﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻟﻔﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﺼﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺘﻐﺎﻫﻢ ﻓﺘﺤﺎﻟﻔﻮﺍ
ﻣﻌﻪ ﻭﺇﺷﺘﺪ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻭﺳﺎﻟﺖ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺭﺽ
ﻗﺪ ﻗﻞ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﻭﺟﻒ ﻣﺎﺀﻫﺎ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﻟﺘﺤﺮﻕ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﻭ ﺗﻠﻚ
ﻫﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻭﻃﻦ ﺣﺰﻳﻦ ﺣﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ