نمر الحساء....بقلم الكاتب وسام السقا (العراق)- مجلة نجوم الأدب والشعر

نمر الحساء..... وسام السقا (العراق)
نمر جميل اسمه سرور، فتى يتباهى برشاقته وجلده المنقط، هوايته السباحة والقفز والصيد وملاحقة قطعان الغزلان والحمير المخططة والجاموس البري، معظم النهار يقضيه مستلقي أو نائم فوق أغصان الأشجار أو بين الصخور يصطاد الحيوانات ويأكل لحومها لأنها وجبات طعامه الأساسية، وما يتبقى يخزنه بين أغصان الأشجار ليأكله فيما بعد، في احد الأيام استيقظ من نومه سرور على ألم في أحدى أسنانه، وضل الألم مستمر ويزداد قوة، لا يستطيع الجلوس ولا الأكل ولا النوم حتى ذهب إلى طبيب الأسنان واتضح بأن أحد أسنانه بدأ يتكسر ويحتاج إلى القلع، حزن النمر كثيرا لفقدانه احد ألأسنان، ولكنه خرج تاركاً سنه المتكسر لدى الطبيب وحمل معه عدة نصائح ضرورة استخدام فرشاة ومعجون الأسنان بعد وجبات الطعام وأن يراجع الطبيب بين الحين والأخر ولا يأكل أشياء صلبة كي لا تتكسر بقية الأسنان، لكن النصائح لم تدم طويلا ولم ينفذ تعليمات الطبيب ومضت ألأيام وعاد ألألم من جديد وهرول مسرعا إلى عيادة الأسنان مرت أخرى وكشف الطبيب على أسنان النمر سرور وصاح الطبيب ماذا هذا؟ واحد أخر من أسنانك أصبه تسوس هل التزمت بالتعليمات؟ بكى سرور وقال اعذرني لقد أهملتها وعاد الطبيب لقلع السن ودموع النمر تنهمر أولها من الألم وثانيها حزن على سنه الثاني الذي رحل دون عودة، لكن النصائح عادة عليه من جديد فكان حريصاً هذه المرة على الالتزام بها، لكنها كالأولى ذهب مع الريح، واستمر النمر يقلع أسنانه الواحد تلو الأخر حتى أصبح فمه كالبيت الجديد فارغ دون عفش، ذهبت اللحوم إلى غير رجعة وتغيرت وجبات طعامه إلى حساء رحلت الوسامة من ألوجه والضحكة من شفتيه، وبدئوا أصدقائه يستهزئون منه ويلقبونه بنمر الحساء. فترك أصدقائه وهواياته ومطاردة الحيوانات وبدأ يعمل حطاب في تقطيع الأشجار، وبنا له بيتاً جميلا وكون عائلة وأطفال لكنه بقى نمر الحساء.