احتيالٌ
ساعة كاملة والسيارة تنهب الأرض بهم في طريقها للمطار، هو على المقود يسابق الزمن، مسرورًا بصيده الثمين، يختتم به يومًا من العناء الشديد، وهما على المقعد الخلفي، أحدهما يُملي تعليماته والآخر يسجل وراءه، اخترقت أذنيه أرقام فلكية سال لها لعابه: عن الأرباح السنوية للمصنع، الشحنات المطلوب الإفراج عنها غدًا، أقساط الوحدات الواجب تحصيلها هذا الشهر، إيرادات المبيعات الجديدة للقرية السياحية في الساحل الشمالي، المناقصة التي فازت بها الشركة مؤخرًا، تكاليف اليخت الجديد في مارينا، الاستعدادات لمعارض قطر والإمارات آخر الأسبوع، الوفد الأجنبي القادم لتوقيع عقد الشراكة، افتتاح المستشفى التخصصي في التجمع الخامس، ينتهز فرصة الصمت الوحيدة التي حانت، ليبدأ خطبته الساحرة التي لا يخيب أثرها، بث شكواه من تكاليف علاج الزوجة، تجهيز البنت، مصاريف تعليم الأولاد، غلاء الأسعار، تراكم أقساط السيارة الأجرة، شبح الحجز عليها من البنك، وزجه بالسجن وضياع من يعولهم من بعده، يرقُّ قلب المليونير لمأساته، فينقده ورقة مالية أجنبية كبيرة، يذهب لاستبدالها من الصرافة، ليكتشف أنها مزورة.