تحركت ظلال السحب تجر ظلامها المعتاد...لكن هذه المرة محملة بظلم وشحنات عذاب...بخرتها شموس المعذبين على أبواب الجحيم...قذفت بهم روائح الغذر الملعون...ململما بتلات الحنين وصهيل الأهذاب...ووهم دنيئ كذاب يخدر الحواس بإنسياب...
عطشى هي الروح الضائعة والنوى يتكأ بغرور منقوص...ليبصم على سماء الوجد كآبة عارية ...
تحركت بإنجذاب ناحية هبوب النبال في استعجال يقهر الخطوات ويفقد الرغبة وجهتها المنتقاة وسط السعير...بدأت حبيبات الرحيل تتساقط من تلبذ الظلال المارة إلى هناك...قبلت وريقات الشجر لحظة ارتشافي أول قطرة أغرت عطشي ...ما أقنعني هدوئها وما أغوى عزمي على مطاردة أشباحها...
لاتلومي ثورتي يا غاوية مذاعبة أوهامي بإستمرار...فزلال أحقادك أستفز عزلة همومي...واجتاز على أنقاض جنوني إلى حيث ترتفع قلاع الرماد...
إلى حيث تتلى تراتيل السجود بين غبار الأجساد والصمت يلعب دور النسيب والعتمة ترسم ثغر السراب على وجه الأمل الفقيد...
تجلى الدمع السكيب وغرغريرة الوجع تقبل درب الرحيل.