ملاك الروح
إلى معناكِ يحملني الكلامُ =بأشواقٍ يتيهُ بها الغرامُ
تسيرُ المفرداتُ إليكِ سعيا=بقافلةٍ هوادجها الهيامُ
قَطعتُ الحبّ في أميالِ معنىً=وما أدري بأنّ اليومَ عامُ
بأفكارِ المسافةِ لا أراني =فكلّ خطايَ في المعنى انعدامُ
عجيبٌ كيفَ صارَ القربُ بعدا=وكيفَ الخلفُ يتبعهُ الأمامُ
وكيفَ خواطرُ الأضواءِ تاهت= بعالمها وما حلّ الظلامُ
صغيرٌ قربَ بحركِ رغمَ فني= كأنّي في مرافئكِ حطامُ
وتخذلني المعاني لستُ أدري= أفيها أم بأحرفي الملامُ
وأعذرها فكيفَ تحيط ُ علما= بأنباءٍ وهدهدها الكلامُ
فأنتِ بلاسمُ الآلامِ تشفى =برؤياكِ الجروحُ ولو جسامُ
بعطركِ يا ملاكَ الروحِ يغفو= ثقيلُ السهدِ لو طارَ المنامُ
فلو ذكرَ العطاءُ يكون نقصا= بغيرك حيثُ أنتِ لهُ التمامُ
بحضنكِ غصنُ حبّ الأرضِ ينمو= فلولاه لما اخضرَ الأنامُ
ولولاهُ لما هطلت سماءٌ = على الأحياءِ أو دارَ الغمامُ
تسيرُ المفرداتُ إليكِ شوقا= وفي الطرقات يخنقها الزحامُ
سوى للأم ما جنحت حروفي=وسار لبدئها ذاك الختامُ
سلامُ اللهِ يا أمّي سأهدي= إليكِ ،يظلّ ما بقي الدوامُ
:::::::::::::::::::