المبتدأ والخبر / بقلم الكاتب وصفي المشهراوي/ مجلة نجوم الأدب والشعر

أيها الأحبة : سألتْ سائلة ما هو المبتدأ والخبر ؟ فكان هذا الجواب بلا عتابٍ ولا استغراب : المبتدأ والخبر...
المبتدأ قد يتقدم فيكون في أول الجملة وهو الاكثر وقد يتأخر وجوبا وجوازا...إنما بالمبتدأ نبدأ لكي نتحدث عنه ونخبر عنه فهو المقصود بالكلام ويبقى مبتدأ تقدم او تأخر..
فمثلا..
خالدٌ شجاعٌ.. نعربها فنقول...خالدٌ..مبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.. شجاعٌ..خبر مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره... فنلحظ في هذه الجملة.. ان..الكلام انما كان عن خالد...وابتداؤنا به انما لنتحدث عنه بشيء ونخبر عن أمره...فما أمر خالدٍ...إنه...
إنه شجاع..فقد تحدثنا عنه وأخبرنا عن عن خبر فيه ووصف فيه وهو شجاعته
لذلك فإن المبتدأ يكون محتاجا الى ما يتمم معناه فيخبر عنه.. فالجملة الاسمية تتكون من مبتدأ يبقى قاصراً في دلالته حتى ينتظم معه الخبر ويتمم معناه...
فإن قلت مثلا...
السماء ...وسكتَّ...فإن السامع لا يفهم
المعنى المراد حتى تكمل الجملة
فتقول...السماءُ صافيةٌ...فتكون السماء مبتدأ مرفوعا علامته الضمة الظاهرة في آخره... صافية...خبر مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره... فقد أكملت المقصود من الاتيان بالمبتدأ عندما أردفت...كلامك بكلمة ...صافية....فأخبرت عن السماء أنها صافية...
فالسماءُ ..مبتدأمرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.. صافية ٌخبر مرفوع علامته الضمة الظاهرة في آخره..
والمبتدأ والخبر...يكونان جملة اسمية..اذ الجملة الاسمية. هي ما ابتدأت بٱسم.. والاسم كما قلنا في دروس سابقات..ما دل على مسمى ولم يقترن بزمان..ونلحظ ان كل المعارف أسماء ٌاو تعد أسماءً.. وهذا لا يعني ان المبتدأ والخبر لا يكونان من غير هذه الستة...ولا يعني أيضا ان المعارف الستة لا تقع الا مبتدأ..بل إنما ما نقوله هو من باب ٱختزال القواعد في إيضاح المراد على ما يسهل فيه التعلم من غير أن نتيه عن المقصد ودونما إخلال بقواعد اللغة ! وخاطرة اليوم تقول : لو علم المسلم صاحب الفكر القاتل أن المسلمين الذين يعيشون في بلاد أوروبا بحاجة الى تأييد من المسلمين في كل مكان وبحاجة الى إظهار دينهم هناك أنه دين الحق والرحمة والهدى والنور وأن المسلم بأخلاقه الحسنة يدخل الجنة ويحبب الناس الى الإسلام الحق الذي لا يعرف الا الرحمة في كل شيء لما تجرأ مسلم على قتل الناس هناك بهذا الأسلوب الذي ينفّر الناس من الاسلام وتصوير ديننا أنه دين الإجرام ودين القتل وكأنه يكره الحياة ! فمن غير الأبرياء يُقتل ؟! لا أدري من أين جاء هذا الفهم العقيم الذي لا نعرف أنه من ديننا بشيء ! فكم من مصيبة تجلبونها لأمتكم بهذه الأعمال التي حرمها الله ؟! اللهم إني أبرأ اليك مما يفعل هؤلاء من تشويه لهذا الدين العظيم ! اللهم أصلح شباب الأمة الى كل فهم سليم وأرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه وأرهم الباطل باطلً وارزقهم اجتنابه !