لسْتُ أدري كيف أرضى بالعَناءْ..رحْلةُ الأحياءِ في عَيني هَباءْ
=
عابثٌ بالحقِّ يُعييني الهوى... نائلٌ مِنْ كلِّ غثٍّ في شَقاءْ
=
لا قيودٌ حائلاتٌ، يستوي... في حياتي كلُّ بِرٍّ أو هُراءْ
=
كيف أسري بالفيافي راحِلا... دونَ قصدٍ في سبيلي لاهتداءْ
=
غارقٌ في بحرِ ليلٍ هائجٍ ... مُهْلكٍ للمَرءِ، لا يروي الظِّماءْ
=
هالكٌ في سَفْحِ وادٍ سائلٌ .. نَسْمَةَ الإحْياءِ تُهديني الدواءْ
=
لا أنيسٌ في الدياجي مشْفِقٌ... إنما حولي نفوسٌ أدعياءْ
=
تَهْزأُ الأشباحُ بي في وحْدتي.. صوتها للموتِ مُدْنٍ كالعُواءْ
=
أكتوي بالسُّقْمِ أشتاقُ الهُدى.. بات لي كالحُلْمِ بل أسمى الرجاءْ
=
ليتني كالطير يعلو آمِنا... كلُّ ما يرجوهُ آتٍ كيف شاءْ
=
ليتني كالوعْلِ لا عقْلٌ لهُ.. خِلْتُ هذا العقلَ داعٍ للفناءْ
=
كيف؟! إنا قد شهِدنا ظاهرا.. أنّ نورَ العقلِ وحْيُ الأسوياءْ
=
جاء في الأخبارِ حقٌّ قائلٌ: ... إنّ عقلَ المرءِ مقْياسُ العَلاءْ
=
دونَ عقلٍ فالبرايا كالثرى... عنْ قليلٍ سوف يذروهُ الهواءْ
=
يُهْتدى بالعقْلِ في تِيهِ الدُّجى.. يَدْحرُ الأوهامَ يجْتثُّ الوباءْ
=
إنني أيقنتُ أني هالكٌ.. في ظلامِ الكفْرِ أعماني الإباءْ
=
آهِ لوْ يأتي بَصيصٌ علَّني... أهتدي فيه بنورِ الأنبياءْ
=
ليس للإنسانِ معنى دونما.. عقلِ عبدٍ طائعٍ ربَّ السماءْ