الموت في الظهيرة / قصّة قصيرة
. . شمس ظهيرة حارقة ، جمر متقد في سماء لم يرها .
. . ألصقوا ظهره بالجدار ، تنهد بمرارة .
. . حين فكّواعصابة العينين فتحهما ، باغته ضوء نهار ساطع .
. . لم يقو على احتماله .
.. أغمضهما من جديد .
. . عندما فتحهما كانت رشاشاتهم فاغرة فوهاتها نحو صدره .
. . على امتداد المسافة بين الرصاص ، وقلبه ، تراءى له لوركا ، تذكر يوم أن أعدموه .
. . مرّ بخياله مثل طيف عابر .
. . لا نافذة مشرعة حين موته ، لا عصافير في الأفق .
. . ثمة سماء تطل عليه بكل اتساعاتها ، وزرقتها النقية .
. . تذكر ، تذكر كل ذلك بوجع ، وسقط يتخبط في بركة دمائه .
هامش :- { فيديريكو غارسيا لوركا شاعر إسباني ولد عام 1899، أُعدم رميًا بالرصاص على يد الكتائب الموالية للديكتاتور فرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية ، كانت أمنية لوركا أن تُترك نافذته مفتوحة حين يموت ، لكن الموت فتح نوافذ شعره على العالم .
------محمد المسلاتي / بنغازي