ترانيم الإياب 42
آية الرّحمن
كالماء المنساب
يُعَمِّقُ مجراهُ في الصّخور
يحفرُ اسمَ الحبيبِ بإتقانٍ شديد
يخطُّ سفرَ الحبُّ المُقَدَّسِ
يحكي حكاية الأمس واليوم
والغد القريبِ والبعيد
يرسمُ وجهَ حبيبتهِ
يا لحُسنها
تبارَكَ الرّسّامُ والمرسوم
***
كالماءِ الكوثرِ
يطفئُ ظّمأ العروقِ
يروي السّهولَ والحقولَ
بنسغِ الحياة
***
كالماء السّلسبيلِ
يُنعشُ الأجساد العليلة بالوجد
يغسلُ القلوبَ الّتي في الصّدور
***
كنهرِ العمادِ
نهرِ الخلودِ دافقٍ بالوُدِّ
في فردوسيَ الموعودِ
***
كالبحرِ العذبِ
يُعانقُ شطآنَهُ الوردية
على وقعِ صوتِ الرّيحِ
والهواء العليل
***
كجداول تسري
في حقولِ السّنابلِ
وحدائقِ الورودِ
تسقي أشجارَ التّينِ والزّيتونِ
البرتقالِ والّليمونِ
تروي أشجارَ النّخيلِ
وسروَ الحرمون
صنوبرَ لبنانَ وأرزهِ
زعرورُ كنعان
خرّوبه
بلّوطهِ
في الكرملِ والجليل
***
كغيثٍ السّماءِ
يهمي على أرضي
المسكونةِ بالعشقِ والخصبِ
لتنبتَ العُشبَ الأخضرَ
وشقائقَ النّعمانِ والزّهور
وحبَّ الحصيد
***
كالطَّلِّ
على شفاهِ الزّنابقِ
والجوريّ
والياسمين