المركز الرابع قصة قصيرة قصة وفاء أم 46.1 درجة للكاتب نمر نمر / سوريا

وفاء أم .
أنهى صلاته يوم الجمعه بالتسليم والمصافحة لمن حوله والأبتسامة تحرك لحيته المتدلية يمسحها تارة ثم يسلم على المصلين . خرج من المسجد ثم ركب سيارته الفارهه . حرك العربه وأخرج الهاتف من جيبه بأمتعاض وهو يحدق 10 مكالمات فائته ..!
وأذ به يعاود الرنين ..
- الو أهلا حبيبتي .
-اردت تذكيرك ما أتفقنا عليه بالأمس لأجل أمك .
-حسنا ...
وضع الهاتف . ثم زاد من السرعه . كثيرا من المكالمات التي تجعلنا نغير من أفكارنا وأتجاهاتنا . ومعقداتنا ..! وصل منزل والدته حيث أرادت المكالمة أن يتجه .
رن الجرس . فتحت له انم أنكب على يدها يقبلها . حضري نفسك الأن سأصطحبك بنزهة تحبينها باركت الأم قبلات ولدها واحاطت رأسه بكفها .
ركبت الأم العجوز في سيارة ولدها وهي تبتسم . سألها . أين ورقة الدواء التي وصفها الطبيب اعطته اياها قرأها على عجل دسها في جيب جلبابة الابيض .وهو يعلم انها لا تعرف القراءة. سألته أين سنذهب لقد أبتعدنا عن البلدة يا ولدي. صمت .
توقف قرب تلة امسك يدها وأجلسها قرب شجرة فرش لها بساط صغير .
أستمتعي بالهواء النقي ريثما أحضر لك الطعام .
لن أتأخر لا تبارحي المكان مهما حصل . .
أبتسمت العجوز .. سأنتظرك يا ولدي .
اعطاها الورقه وهي على يقين أنها وصفة الطبيب ..
ورحل ...
جلس الأم تنظر حولها وحيدة بعدما اقلقها طول غيابه والجوع والبرد يفترسان جسدها . لكنه قال لها سيعود . باتت تردد في نفسها .
حل المساء ولم يعود . مر بضعة شبان بها صدفة اقترب احدهم ماذا بك يا خالة .ولم أنت هنا . ... سألها .
ولدي ذهب يحضر الطعام وسيعود .. تعالي معنا وسنخبر ولدك انك معنا .
لا يا أخاف أن يعود ولن يجدني . سأنتظرة يا بني .. سألها هل لديك عنوان أو اي شيء يدل عليك .. دائما تخونها ذاكرتها الا من الأسم قالت له لدي وصفة طبيب لا اكثر أعطته الورقه .. ففتحها وصار يقرأها . تلون وجهه وأشد أسى من من هذه الورقه أيعقل أنها من ولدها ؟!؟
طالبها بالمجيء معه فرفضت وأبت إلا أن تنتظر ولدها
حن قلب الفتى فأعطاها ما يقيها برد الليل . وأبتعد ووجهه مفعما بالحزن.
لم يشاء أن يقول لها أن أبنها العاق رماها ومضى . وكتب على الورقه . أنا عجوز خرقاء أرجوا إيصالي الى أقرب مصح عقلي . ..
بات الفتى يفكر بالعجوز حتى مطلع الفجر . حتى أستقل سيارته مسرعا هرول الى المكان وقد غرقت عيناه بالدمع لما رآه .قد فارقت الحياة .
وهي على جلستها وكأنها تقول لأبنها أعذرني يابني أنتظرتك قدر أستطاعتي . لكني خذلتك ورحلت ........
صار يصرخ ..
أيها العاق ايها العاق ....