ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺖ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ،ﻭﻟﺜﻮﺍﻥ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺼﻠﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ
ﻭﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ. ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﺭﻉ ﻋﺼﻒ ﺫﻫﻨﻬﺎ،ﺩﺍﻫﻤﺘﻬﺎ ﺭﺟﻔﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ،ﺃﻟﺠﻤﺖ ﺩﻣﻌﺘﻬﺎ.. ﻛﺎﻧﺖ
ﺭﻧﺪ ﺗﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺣﺒﻬﺎ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻭﺍﻟﺨﻮﺽ ﺑﻪ ﻛﺎﺭﺛﺔ ،ﺃﺭﺳﻠﺖ ﻧﺎﻇﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺓ ﺍﻷﻓﻖ
ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﻗﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ، ﻭﻭﺟﻪ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﻴﺐ، ﻳﻄﺎﻟﻌﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﺷﻢ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺮﻗﺔ
ﺃﻣﻮﺍﺝ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ، ﺗﻨﻬﺪﺕ ﺃﺣﺴﺖ ﺑﺎﻟﺒﺮﺩ ﻳﺴﺘﻌﺬﺏ ﺭﻭﺣﻬﺎ،ﻣﺎﺫﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻛﻴﻒ ﺗﺨﻮﻧﻪ
ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻠﻤﺎ ﺟﻤﻌﺘﻬﻤﺎ ﺑﺤﻠﻮﻫﺎ ﻭﻣﺮﻫﺎ؟ !!
ﻣﺎﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺼﻮﺕ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ:
_ ﺭﻧﺪ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺳﻨﺤﻴﺎ ﻣﻌﺎ .
ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﻐﺮﻭﺭﻗﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﺒﺖ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﺔ ، ﺗﺴﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻭﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻠﻬﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﻮﻑ ﻭﻗﻠﻖ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ:
_ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ؟!!
ﺭﺩﺕ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺒﺲ ﺍﻧﻔﺎﺳﻬﺎ :
_ ﺟﺌﺖ ﺃﻭﺩﻋﻚ ﻷﻧﻲ ﻟﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻨﻪ ، ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺃﺭﺣﻞ
ﻣﻌﻚ.
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﺃﺷﺎﺣﺖ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﻭﺭﺣﻠﺖ ﻭﻇﻞ ﻫﻮ ﻣﺘﺴﻤﺮﺍ ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ