ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﺋﻪ ، ﺭﺟﻌﺖ ﺗﺘﻼﻃﻢ ﺧﻄﻮﺍﺗﻬﺎ ﻛﺄﻣﻮﺍﺝ ﺑﺤﺮ ﻫﺎﺋﺞ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ
ﺷﺘﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ، ﺗﺘﺤﺴﺲ ﻣﻜﺎﻥ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ، ﺗﺪﺣﺮﺟﺖ ﺩﻣﻌﺔ ، ﻛﻮﺕ ﺧﺪﻫﺎ ، ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ
ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻜﻴﻨﺎ ، ﺟﻠﺴﺖ ، ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺗﺘﻤﺮﺩ ﻛﻞ ﻓﻨﺎﺟﻴﻦ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﻩ ﺍﻟﺒﺎﻫﺘﺔ ، ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺻﻔﺮﺍﺀ
ﺗﺘﻄﺎﻳﺮ ﻣﺨﺬﻭﻟﺔ ، ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﻣﻌﺬﺑﺔ ﺗﻄﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ، ﺭﻓﻌﺖ ﻧﺎﻇﺮﻳﻬﺎ ، ﻏﻴﻤﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺩﺍﻛﻨﺔ
ﺗﺴﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ ، ﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ، ﻋﻠﻰ ﻣﺪّ ﺍﻟﻨﻈﺮ ، ﺩﺭﺏ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻗﻀﻤﺘﻪ ﻟﺘﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ
ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ ، ﻧﻬﻀﺖ ، ﻣﺴﺤﺖ ﺣﺒﻴﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﺮﻕ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ، ﺭﻣﺖ ﺑﺸﺎﻟﻬﺎ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻬﺎ ، ﺃﺩﺍﺭﺕ
ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻟﻜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻴﺪ ، ﺗﺎﺭﻛﺔ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ، ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﺏ ، ﻣﺸﺖ ﺗﻐﺎﺩﺭﻩ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ
ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ، ﻗﻠﺒﺖ ﺻﻔﺤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺳﻢ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﺳﻄﺮﻫﺎ ﺍﻷﻭﻝ ، ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ
ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ