ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﻥ
ﻳﺮﺗﺠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺢ
ﻳﻬﺠﺮ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺽ
ﻣﺮﺗﺤﻼ ﺑﺤﻔﻴﻒ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ
ﻭﺃﻧﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺗﺄﻭﻱ ﺍﻟﻰ ﻋﺶ
ﻣﺰﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻬﺎ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻟﺮﻳﺢ
ﺗﺜﻴﺮ ﻏﺒﺎﺭ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺗﻌﻠﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ
ﻋﻦ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻟﻬﺠﺮ ﻭﻣﻮﻛﺒﻪ
ﻓﻲ ﻛﺂﺑﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﺤﺠﺐ ﻧﻮﺭﻫﺎ
ﻏﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻟﺮﺑﻴﻊ ﻛﺎﻥ
ﻗﺪ ﺃﻣﺴﻚ ﻃﺮﺩﺗﻪ ﻳﺪ ﺍﻟﺮﻳﺢ
ﻭﻳﺠﻲﺀ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻳﺮﻯ ﻋﺘﻤﺔ
ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻴﺤﺠﺒﻬﺎ
ﻟﻴﺮﻳﺢ ﻗﺮﺹ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﻭﻳﺬﻳﻖ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ
ﻓﺘﺴﻘﻂ ﺃﺩﻣﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺯﺧﺎﺕ
ﻣﻦ ﺑﺮﺩ ﺗﻠﻌﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮ
ﺗﺬﻳﺐ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ
ﺃﻟﻢ ﺑﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﻫﺠﺮ ﺍﻟﻮﺭﻕ
ﻭﺍﻟﻄﻴﺮ ﻷﻋﺸﺎﺷﻬﺎ
ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻗﺼﻴﺮﺍ ﺗﺨﺘﺼﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺿﺆﻩ
ﻟﻄﺮﺩ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭﺗﻘﻠﻞ ﺍﻟﺪﻑﺀ
ﻟﻴﺤﺎﺻﺮ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺒﺮﺩ
ﻳﺘﺠﻤﺪ ﺍﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻕ ﺍﻟﺮﻳﺢ
ﻓﺘﻬﺒﻂ ﺧﺎﺷﻌﺔ ﻟﻘﺴﻮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻳﺴﻘﻲ ﺍﻟﺰﺭﻉ ﻟﻴﻨﺒﺖ ﺍﻟﻮﺭﻕ
ﻋﻠﻰ ﺃﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻟﻴﺴﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﻴﺮ
ﻫﺬﺍ ﺷﺘﺎﺀ ﻳﻈﻠﻞ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﺐ
ﻣﻦ ﻃﻴﺮ ﻭﻣﻦ ﻏﺼﻦ ﻭﻳﻨﺒﺖ ﺍﻷﺧﻀﺮ
ﻳﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻟﻠﺤﺐ
ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻥ ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ
ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﻛﻬﺎ ﺗﻌﻮﺩ ﺗﺮﺟﻢ
ﻣﻦ ﻳﺤﺎﺻﺮ ﻧﻮﺭﻫﺎ ﺑﺒﺮﺩ
ﺍﻭ ﻧﺰﻑ ﺩﻣﻊ ﻳﻐﺮﻕ ﻣﻦ
ﻳﻌﻴﺶ ﻟﻴﺬﻳﻘﻬﺎ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻴﺄﺱ
-------