ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻲ ﻳﺸﺒﻪ ﻭﺟﻪ ﺣﺼﺎﻥ
........................................
ﺍﺗﺴﺮﺑﻞ ﺑﻌﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻭﺃ ﻧﻬﻤﻚ ﺑﺄﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ
ﺍﻟﻬﺎﺭﺑﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻷﺻﺎﺑﻊ
ﻭ ﺗﺎﻫﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ
ﺛﺎﺋﺮﺍ ﻛﺎﻷﻋﺼﺎﺭ ...
ﻳﺠﺮﻓﻨﻲ ﻣﺪﻱ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ
ﻭﻳﻠﻘﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﻠﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﻬﺎ ﻃﺤﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺛﻮﺏ ﻗﺪﻳﻢ
ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺗﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻋﺮﺱ ﻭ ﺍﻟﺤﻔﻼﺕ ﺍﻟﺘﻨﻜﺮﻳﺔ
ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻲ ﺑﻼﻗﻨﺎﻉ ﻳﺸﺒﻪ ﻭﺟﻪ ﺣﺼﺎﻥ ﺟﺎﻣﺢ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻼﻣﺤﻲ ﺣﺎﺩﺓ ﺗﺸﺒﻪ ﺣﺮﻭﻑ ﻧﺎﻓﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﻮﺡ
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﻚ ﺭﻣﻮﺯﻩ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﻳﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ ﺑﺪﺭﺍ ﻛﺎﻣﻼ
ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺧﺴﻮﻑ ﺃﻭﻛﺴﻮﻑ ﺍﻭﻏﺮﻭﺏ
ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺭﻭﻳﺪﺍ ... ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻲ ﺟﺰﺭﻱ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﻭﻏﻴﻤﻲ ﺍﻟﺸﺎﺣﺐ
ﺃﻟﻰ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺪﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻲ
ﻛﺄﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ
ﺃﺭﺻﻔﺘﻲ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ ﺗﻤﺎﻣﺎ
ﻓﺄﺳﻤﻊ ﻟﻬﺎﺛﻲ ﻭﻻ ﺍﺑﺼﺮﻩ
ﺃﺗﻮﻛﺄ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﺎﺳﻲ ﻭﺃﻣﺸﻲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻫﺪﻯ
ﻭﺃﺗﺨﺒﻂ ﻛﺎﻟﻐﺮﻳﻖ
ﻛﻔﻴﻒ ﺃﻧﺎ .....
ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺑﺼﺮ ﺇﻻ ﻗﻠﺒﻲ
ﺃﺗﺤﺴﺲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻻ ﺷﻜﻞ ﻟﻲ ﻭﻻ ﻟﻮﻥ
ﺃﺭﻳﺪ ﺷﻜﻼ ﻭﻟﻮﻧﺎ ﻳﺮﺍﻓﻘﻨﻲ ﻷﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ
ﺃﺷﺮﻉ ﺑﺠﻤﻊ ﺍﻟﺨﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ
ﻭﺃﺧﺒﺌﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺎﺕ
ﻣﺎﻛﺎﻥ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻋﺎﻟﻘﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ
ﻟﻢ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻲ ﻭﻟﻮﻧﻲ
ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻨﻪ ﺇﻧﺘﻬﻰ
ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻣﻐﻤﻮﺱ ﻓﻲ ﻟﺤﻤﻲ ....
ﺍﻟﭑﻥ ...
ﻫﻮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﻟﻮﻥ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﺍﻵﻥ ....
ﻳﻠﺘﺼﻖ ﺑﺄﻭﺣﺎﻝ ﺍﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻭﻳﺘﻜﺎﺛﺮ ﻛﺎﻟﺬﺑﺎﺏ
ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺛﻮﺑﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﺤﻔﻼﺕ ﺍﻟﺘﻨﻜﺮﻳﺔ
ﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﺸﺒﺢ ﺳﻴﻐﻄﻲ ﻣﻼﻣﺤﻲ
ﻭﺳﻴﺒﻘﻰ ﻳﺮﺍﻓﻘﻨﻲ
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﺮﻑ ﺑﺎﻷﻧﻜﺴﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻋﺎﺕ
ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺩﻣﻪ ﻳﻐﺮﺩ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻕ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭﺃﺑﻨﺎﺀﻩ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻃﻴﺒﻴﻦ
ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻼﻣﺤﻬﻢ
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻬﻢ ﺷﻜﻞ ﻭﻻ ﻟﻮﻥ
ﻏﺪﻭﺍ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﺑﺴﺤﻨﺎﺕ ﺑﺮﻭﻧﺰﻳﺔ
ﺣﺎﺳﺮﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻣﻨﺰﻭﻋﺔ ﺍﻟﻜﻮﻓﻴﺔ
ﻭﻣﺠﺮﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺗﺤﺼﺪﻩ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺟﻞ
ﺗﺠﺘﺚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﻋﺮﻭﻗﻪ
ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻃﻴﺒﻴﻦ
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻬﻢ ﻣﻼﻣﺢ
ﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﺸﺒﺢ ﻳﻐﻄﻲ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ
ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﺨﻨﻮﻕ
ﻣﺜﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﺣﻔﻠﺔ ﺗﻨﻜﺮﻳﺔ