ﻣﻮﻣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ
ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ , ﻧﺪﺩﺕ ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ . ﺍﻧﻬﺎﻟﺖ ﺧﺮﺍﻃﻴﻢ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻋﻠﻴﻨﺎ , ﺩﻭﺕ ﻗﻨﺎﺑﻞ
ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻴﻨﺎ , ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻣﺨﺒﺄ . ﺩﻓﻌﺖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ , ﺍﺣﺘﻤﻴﺖ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ, ﺃﺳﻨﺪﺕ ﺭﺃﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ,
ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻲ, ﺃﺧﺬﺗﻨﻲ ﻏﻔﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ , ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ...
ــ ﺃﺑﺪﺍً . ﻟﻦ ﺃﺗﺮﻙ ﺩﻣﺎﺀ ﺃﺣﻔﺎﺩﻱ .
ــ ﻟﻜﻨﻚ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻋﺼﺮﻙ ﻓﻘﻂ , ﻟﻜﻞ ﻋﺼﺮ ﻓﺮﻋﻮﻥ .
ــ ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻧﺎ . ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺃﻧﺎ . ﺇﻟﻪ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺃﻧﺎ . ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻟﺔ ﻟﺪﻳﻜﻢ ...
ﺑﺎﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻣﺪﻳﻨﻮﻥ ﻟﻲ ﺃﻧﺎ .
ــ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ ﺃﺭﻗﺪ ﺑﺴﻼﻡ . ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺇﻻ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﻮﻣﻴﺎﺀ .
ــ ﺑﻞ ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀﺍﺕ .
ــ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻼﺀ . ﻧﻢ ﻭﺃﺧﻠﺪ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﺘﻚ ﺍﻷﺑﺪﻳﺔ .
ــ ﻟﻦ ﺃﻫﺪﺃ ﺣﺘﻰ ﺃﻗﺘﺺ ﻷﺣﻔﺎﺩﻱ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ .
ــ ﻳﺎ ﺟﺪﻱ . ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺟﻨﺪ ﻟﻚ ﻭﻻ ﺳﻠﻄﺎﻥ .
ــ ﺳﻴﺮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ ﺳﻠﻄﺎﻧﻲ ﻭﺟﻨﺪﻱ .
ــ ﻳﺎ ﺟﺪﻱ . ﻋﺪﻭﻙ ﻟﻪ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻤﺠﻴﺸﺔ ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻋﻬﺪ ﻟﻚ ﺑﻬﺎ .
ــ ﺍﻋﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ . ﺟﻴﻮﺷﻬﻢ ﻭﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻭﺃﺳﻠﺤﺘﻲ ﻭﺟﻴﻮﺷﻲ . ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺻﻠﻮﺍ ﻟﻤﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ,
ﻟﻦ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ .
ــ ﻳﺎ ﺟﺪﻱ . ﻟﺨﺼﻮﻣﻚ ﺟﻴﺸﺎً ﻣﻦ ﺃﺣﻔﺎﺩﻙ , ﺣﺮﺑﻚ ﺳﺘﻬﻠﻜﻬﻢ .
ــ ﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻧﻲ ﺑﺄﺣﻔﺎﺩﻱ ! ﻟﻦ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﺑﺪﺍً . ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﻋﻨﺘﻜﻢ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﻴﻦ . ﺃﺻﺐ ﻟﻌﻨﺘﻲ ﻭﻏﻀﺒﻲ .
ﺃﻓﻘﺖ ﻣﻦ ﻏﻔﻮﺗﻲ , ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ , ﻓﻮﺟﺌﺖ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻑ ﺭﻓﺎﻗﻲ ﺣﻮﻟﻲ , ﺣﻮﺻﺮﺕ
ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻕ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞ , ﺃﺫﻫﻠﺘﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ , ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻔﺴﺮ ﻣﻨﻬﻢ .
ﺳﺄﻟﻮﻧﻲ :
ﻛﻴﻒ ﻧﺠﻮﺕ ؟ ﻓﺎﻷﻋﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺍﺧﺘﺮﻗﺘﻚ ﻭﻗﺘﻴﻼً ﺃﺭﺩﺗﻚ , ﺳﺒﺤﺖ ﻓﻰ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺋﻚ, ﺳﻴﺎﺭﺓ
ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺃﺧﺬﺗﻚ , ﺃﻋﻠﻦ ﻃﺒﻴﺒﻬﺎ ﺃﻧﻚ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪﺕ . ﻓﻜﻴﻒ ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ؟
ــ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺣﺪﺙ, ﻛﻨﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ...
ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻗﻮﻧﻲ, ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺘﺎﻑ ﺭﻓﻌﻮﻧﻲ, ﺍﺧﺘﺮﻗﻮﺍ ﺻﻔﻮﻑ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻦ ﺻﺎﺋﺤﻴﻦ ...
( ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ . ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ) , ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ .
ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ , ﺃﻧﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﻋﻨﺎﻕ . ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻮﻣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ
( ﺃﺳﻠﺤﺘﻲ ﻭﺟﻴﻮﺷﻲ . ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺻﻠﻮﺍ ﻟﻤﺎﻫﻴﺘﻬﺎ , ﻟﻦ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ