ﻻ ﻣﻦ ﻳﺠﻴﺐ...بقلم الشاعر التونسي ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻭﻉ_ مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻻ ﻣﻦ ﻳﺠﻴﺐ
ﻻ ﻣﻦ ﻳﺠﻴﺐ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺿﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﺨﺒﺐ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻲ ﻭ ﻟﻠﻘﺮﻃﺎﺱ ﻣﺼﻄﺤﺐ
ﺣﺒﺮﻱ ﺩﻣﺎﺀ ﺟﺮﺍﺡ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﻳﻨﺔ
ﺃﺿﺤﻰ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺳﻜﻨﺎﻩ ﻳﻨﺘﺤﺐ
ﺿﺮﺑﺖ ﺷﺮﻗﺎ ﻭ ﻏﺮﺑﺎ ﺩﻭﻥ ﻃﺎﺋﻠﺔ
ﻟﻢ ﻳﺠْﺪ ﺩﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪّﻳﻦ ﻣﻨﺴﻜﺐ
ﺍﻟﺼّﻤﺖ ﻳﻐﺘﺎﻝ ﺻﺒﺮﻱ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﺮﺯ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺮﺗﻘﺐ
ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﻮﺀ ﺟﻔﺖ ﺟﻔّﺖ ﻣﻨﺎﺑﻌﻬﺎ
ﻫﻞ ﻋﻦ ﻃﻮﺍﻋﻴّﺔ ﺃﻡ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﺳﺒﺐ
ﻻ ﻣﻦ ﻳﺠﻴﺐ ﻭ ﻻ ﻣﻦ ﺩﻝّ ﺃﺳﻌﻔﻨﻲ
ﻟﻘﺪ ﺭﻣﻰ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﺘّﻌﺐ
ﺃﻏﺼﺎﻥ ﺭﻭﺣﻲ ﺗﺪﻟّﺖ ﻓﻮﻕ ﺗﺮﺑﺘﻬﺎ
ﻭ ﻛﻠّﻤﺎ ﺃﻣﻠﺤﺖ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘّﺮﺏ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﺎﺏ ﻏﺮﺑﺘﻨﺎ
ﻭ ﻟﻢ ﻳﺤﻦ ﺑﻌﺪ ﺇﺻﺒﺎﺡ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺠﺐ
ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻣﻸﻧﺎ ﻛﺄﺱ ﻟﻮﻋﺘﻨﺎ
ﻭ ﻫﺰّﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻯ ﻣﺠﻬﻮﻟﻨﺎ ﻃﺮﺏ
ﺫﻛﺮﻯ ﺧﻠﺖ ﻛﻠّﻤﺎ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﺧﻤﺪﺕ
ﺟﺪّﺕ ﻛﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﺴﻴﺎﻥ ﺗﻠﺘﻬﺐ
ﻻ ﻣﻦ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﻛﻴﻒ ﻫﻢُ
ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺃُﺿﻴﻔﺖ ﺩﻭﻧﻬﻢ ﺣُﺠُﺐ
ﺁﻻﻡ ﺟﺮﺣﻲ ﻓﻼ ﺻﺒﺮﻱ ﻳﻀﻤّﺪﻫﺎ
ﻭ ﻻ ﺩﻭﺍﺀ ﻳﺪﺍﻭﻳﻬﺎ ﻭﻫَﺖْ ﻋﻄﺐ
ﻗﻠﺖ ﺍﻟﺮّﺅﻯ ﺍٌﺧﺘﻠﻔﺖ ﻫﻠّﺎ ﺃﺟﺎﻧﺒﻬﺎ
ﻭ ﺃﻛﺘﻔﻲ ﺑﻴﻘﻴﻨﻲ ﺍﻟﺸّﻚَّ ﺃﺟﺘﻨﺐ
ﻗﻠﺖ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺷﺒﺢ ﻻ ﻗﻠﺐ ﻳﺪﺭﻛﻪ
ﻭ ﻣﺎ ﺑﻘﻠﺒﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻳُﺤﺘﺴﺐ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﻓﺎﺀ ﻋﺒﺮ ﺃﺯﻣﻨﺔ
ﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﻫﺮ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥ ﻳﻜﺘﺴﺐ
ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻧﺎ ﺃﻣﺴﻰ ﺑﻼ ﻧﺴﺐ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺤﻮﺩ ﻭ ﻛﻔﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﻐﺘﺮﺏ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰّﻣﺎﻥ ﻛﺮﻳﺢٍ ﺻﺮﺻﺮٍ ﻋﺒﺜﺖ
ﺑﺎﻟﻐﺮﺱ، ﻟﻢ ﺗﺒﻖَ ﺃﻭﺭﺍﻕٌ ﻭ ﻻ ﺧﺸﺐ
ﻋﺎﺗﺒﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻘﺪ ﺃﺑﺤﺮﺕِ ﻓﻲ ﻟﺠﺞ
ﻓﻲ ﺻﻤﺘﻬﺎ ﻓﺰﻉ ﺭﺑّﺎﻧﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ
ﻓﻠﻢ ﺗﺤﺪ ﻋﻦ ﻫﻮﺍﻫﺎ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﻃﺮﻗﺎ
ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻄﺎﻭﻋﺔ ﺍﻷﻣﻴﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻠّﻌﺐ
ﻻ ﻣﻦ ﻳﺠﻴﺐ ﻛﺄﻥّ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻣﻠﺘﻔﺖ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘّﻘﺼﻴﺮ ﻣﻜﺘﺌﺐ
ﻭ ﺭﻭﻧﻖ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﺃﺣﺰﺍﻥ ﺗﻜﻔّﻨﻪ
ﻭ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻟﻠﻔﺄﺱ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺤﺎﺓ ﻣﻨﺘﻜﺐ
ﻭ ﻣﻌﻮﻝ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺍﻟﺤﻔّﺎﺭ ﻣﻘﺒﻀﻪ
ﻳﺼﻴﺢ ﺃﻳﻦ ﺃﺳﻮّﻱ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻨّﻘﺐ
ﻳﺎ ﻗﺎﺭﺉ ﺍﻟﻮﻣﻀﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻏﺎﻳﺘﻪ
ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨّﻘﺎﻁ ﻭ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻗﺪ ﺫﻫﺒﻮﺍ
ﻻ ﻳﻐْﺮﻳﻨّﻚ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻠّﻔﻆ ﻛﻦ ﻓﻄﻨﺎ
ﻫﺬﺍ ﻧﺤﺎﺱ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺧﺎﻟﺺ ﺫﻫﺐ
ﻳﺎ ﺻﺎﺡ ﻛﻦ ﻓﻄﻨﺎ ﻟﻸﻣﺮ ﺣﺠّﺘﻪ
ﻫﺎ ﻫﻲ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻓﻜّﺮْ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ
ﻻ ﻣﻦ ﻳﺠﻴﺐ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻛﻠّﻬﻢُ
ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﺪﺍﺋﻲ ﻫﻞ ﺑﻬﻢ ﻭﺻﺐ ؟