رحبَ الجالس بالقادمة تجر خلفها جروا يلهث بشدة.. أفسح لها الكرسي بجوار النافذة.. تدللت بعد تطوعه.. استولت عليه بالكامل.
شرد خياله الخصب في بحار ملأى بالحوريات، والبُلْطِيَّاتِ النيلية السامقة.. حلق بعيدا.. نطق بكلمات يسمعها كل من في الحافلة.. لا عليكِ.. هرطقَ السائق ببضع أقوال مأثورة.. هاج وماج الركاب على ضحكة ماجنة أطلقتها صاحبة الجرو اللاهث.. شَدّ السائق فرملة اليد فجأة.. ثبت الكل في مكانه.. حرارة الجو ألهبت الرؤوس الخربة.. هواء المروحة البلاستيكية التي بين يديها لم تغير من الأمر شيء؟.
صياح الرجل ذي اللحية الكثّة بآخر الحافلة زادت الطين بلة.. تفوه.. يا أمة اسكرتها الشهوات الحيوانية.. ما اصابكم من مصيبة إلا بما اقترفت من معاص .
انبرت الغزالة الفاتنة من بين الجميع.. تزحف بين الأشجار اليابسة.. تبحث عن فريسة لاهية .