في مثل هذا اليوم كنت بمرحلة الاعدادية عندما حزم البلد على الحرب ضد اسرائيل لاسترجاع الأراضي التي أخذتها منها عام السبع والستين حيث بدأت غارات من طيارينا البواسل على اسرائيل وعلى المواقع العسكرية هناك..والتي خاضها الجيش معركة حاسمة وحربا ضارية (جوا وبحرا وأرضا) . أتذكرها كأنها حاضرة أمامي الآن . جيشنا الباسل استقتل استقتالا رائعا.ونساءنا منهن من تطوع في أرض المعركة وقسما آخر في المشافي يساعدن في الاسعاف هناك على مستوى حارتنا بعض من رجالاتنا حضر المعركة وبعضهم الآخر وهم قلائل بقوا لاحضار المواد التي يحتاجها أهل الحي وأهمها الخبز
للمنازل ويؤمنوا حاجيات الاسر وخاصيات الأطفال وحاجياتهم .... كنا
في الصباح نصحو على أصوات طائراتنا المقاتلة وهي تعلو وتهبط وتخترق الصوت و تلحق بإحدى طائرات العدو عند مرورها أجواء دمشق.. وهي لم تعرف أن هناك من يلحفق بها
من الصواريخ التي كانت تعبر بخط متعرج بلحظات نسمع أصواتا مخيفة نختبئ في إحدى زوايا البيت ونرى عبر نافذة دخانا متصاعد لينتشر بعبق اسود ونرى بعدها شبحا يهبط بمظلة وأخر من بعيد يهوي كأنه يتارجح ثم يهوي أرضا ونرى على مسافة قريبة منّا طيارا وآخر ليلتحقوا بقافلة الأسرى . وبعد انتهاء تلك الأصوات نعود وننزوي بحيّزٍ في نفس المكان ونكون بكثرة مجتمعين من الجيران.....الكبار يهدئوا من روعنا .
هكذا دامت الحرب 18 يوما وأوقف القتال وراح في الحرب شهداء كثر وبقي الوطن شامخا قويا وأثبت للعالم مكانته وقدرته على استخدام السلاح .. سنبقى رمز للبطولة والفداء والعزة والكرامة وحققنا أجمل انتصار مع القطر العربي الأصيل مصر الشقيقة