انتظار الصبح
يا أيها الصبحُ انتظرتُكْ
مهما تَغِبْ يا صبحُ عن يومي
فحبسُكَ لن يطولَ
كذا عهدتُكْ
إني لأعلمُ
سوف تطلُعُ في غدِ
أو لا .. ففي بعدِ غدِ
لكن ستطلُعُ سافراً
إني وُعِدْتُ ولا أشكُّ بموعدي
ولذا فإني أيها الصبحُ
انتظرتُكْ
* * *
يا أيها الصبحُ تنفّسْ في جبيني
فالدُّلجةُ العمياءُ كادتْ
أن تطالَ ضِيا عيوني
هذا السوادُ المدلَهِمُّ أمضّني
أدمى الفؤادَ
أثار في قلبي جوىً
أورى شجوني
فسهرتُ
أرَّقني وأقلقَ مهجتي هذا العَماءُ
فلم تُطِقْ غمضاَ جفوني
ولذا طويلاً أيها الصبحُ الجميلُ
قد انتظرتُكْ
كلّي يقينٌ أن ستطلُعُ في غدِ
وسنا طلوعِكَ مستقرٌّ
في يقيني
* * *
القيدُ أدمى معصمي
الغِلُّ أثقلَ كاحلي
القهرُ ألهبَ جمرةً فتسعّرتْ
في داخلي
السوطُ أخرسني وأقفلَ لي فماً
لمّا ألمّ بكاهلي
لكنني يا أيها الصبحُ
انتظرتُكْ
* * *
إني انتظرتُكَ أيها الفجرُ الموَشّى
إني لأعلمُ سوف تطلُعُ
سوف تبني ليَ ممشى
ولسوف أسري حيثُ تسري
آمناً من بعد خوفْ
ولسوف أمضي حيثُ تمضي
لستُ أخشى أيَّ حيفْ
ولذا فإني أيها الصبحُ
انتظرتُكْ
* * *
يا أيها الفجرُ انتظرتُكَ عن يقينْ
ما شدّني التيارُ .. مثلَ البعضِ ..
نحو الطينِ .. لا
ما حدتُ عنك إلى يسارٍ أو يمينْ
ما نابني ريبٌ بأنك
سوف تطلُعُ
لم تساورني شكوكٌ ..
أو ظنونْ
لكنه الشوقُ برى قلبي لنوركَ
والحنينْ
ولذا فإني أيها الفجرُ انتظرتُكْ
ولقد علمتُ ..
لسوف تطلُعُ في غدِ
أو لا ..
ففي بعدِ غدِ
لكن ستطلُعُ
قد وُعِدْتُ ..
ولا أشكُّ بموعدي
ولذا انتظرتُكْ