ﺃﻧـﺎ ﺍﻟﺠﺮﻳـﺢ... بقلم : ﻣﺤﻤـﺪ ﺃﺣﻤـﺪﻱ ‏/ﺗﻮﻧﺲ - مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺃﻧـﺎ ﺍﻟﺠﺮﻳـﺢ
ﺃﻧـﺎ ﺍﻟﺠﺮﻳـﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴـﺞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﻳـﺪ
ﻭﺃﻧـﺎ ﺍﻟﺠﺮﻳـﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﻳـﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴـﺞ
ﻣﺎﺗـﺖ ﻓﻲ ﺍﺷﻌـﺎﺭﻱ ﺍﻟﺤﻤﺎﺋـﻢ
ﺗﺄﺑﻄــﺖ ﻛﺘﺒﻲ ﻭﻭﻃﻨـﻲ
ﻟﻤﻠﻤـﺖ ﺑﻌﻀﻲ ﻭﺳـﺮﺕ
ﺃﺷـﺮﺏ ﻧﻬـﺮ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺠـﺎﺭﻑ
ﻭﺍﻟﻌـﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺠﺮﻳـﺢ
ﺍﻧﺎ ﺍﻟﺠﺮﻳـﺢ ﻣﻦ ﻏـﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤـﺲ
ﺇﻟﻰ ﺻﺨﺐ ﺍﻟﺮﻳـﺢ...
ﺍﻟﻐـﺮﻭﺏ ﻳﻮﻗﻀـﻨﺎ
ﻭﻳﻐﺮﻳﻨـﺎ ﺑﻠﺤـﺎﻑ ﺃﺑﻴـﺾ
ﻋﻴـﺮ ﻟﺤـﺎﻑ ﺍﻟﻘﺒـﺮ
ﻟﻨﻜﺘـﺐ ﻣﻦ ﺃﺗـﻮﻥ ﺍﻟﺮﻓـﺾ
ﻭﻧﺮﺳـﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻏﻀﺒـﺎ
ﻋـﻮﺍﺀ ﺍﻟﺬﺋـﺎﺏ ﻳﻄﺮﺑﻨـﺎ
ﻗﺘﺎﻣـﺔ ﺍﻟﻐـﺮﺍﺏ ﺗﻜﺘﺒﻨـﺎ
ﻭﻋﻴـﻦ ﺍﻟﻐٌــﺜـﺮ ﺗﺮﻗﺒﻨـﺎ
ﺗﺮﺳﻤﻨـﺎ
ﻭﺗﻐـﺰﻝ ﻣﻦ ﻋﺮﻭﻗﻨـﺎ
ﺧﻴـﻮﻁ ﺍﻟﻘﺒـﺮ ﻭﺍﻟﻜﻔـﻦ ...
ﺃﺧﻼﻣﻨـﺎ ﻣﺆﺟﻠـﺔ
ﻃﻴﻮﺭﻧـﺎ ﺗﺮﺣـﻞ ﺩﻭﻧﻤـﺎ ﻋـﻮﺩﺓ
ﻭﺍﻟــﻮﺭﺩﺓ
ﻓﻲ ﺗﺠﻮﻳﻔـﺔ ﻫﻮﺩﺟﻬـﺎ
ﺗﺒﻜـﻲ ﺍﻟﺘـﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺑﻮﻃـﺔ
ﻭﺍﻟﻄـﺎﺀ ﺍﻟﺤﺒﻠـﻰ
ﺑﻐـﺪ ﻛﺎﻟﻄﺒـﻞ
ﻭﻓﻲ ﺟﺤﺮﻫـﺎ
ﺗﺘﺠﻤـﻞ ﺍﻷﻓﻌـﻰ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﻌـﻰ
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﻤـﻞ ﺳﻤّـﻬـﺎ
ﻭﺣﻘﻴﺒﺘﻬـﺎ ﺍﻟﻤﻔﺨﺨـﺔ
ﻻ ﻭﻗﺖ ﻟﺪﻳﻬـﺎ
ﻟﺘﺸـﺮﺏ ﻗﻬﻮﺗﻬـﺎ
ﻭﺧﻠﻔﻬـﺎ ﺳـﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴـﻦ ...
ﻳـﺎ ﻟﺤﻘﻴﺒﺘﻬـﺎ ... ﻟﺤﻘﻴﻘﺘﻬـﺎ ..
ﻟﺒﺮﺍﺀﺗﻬـﺎ ...
ﻳﺎﻟﻨــﺎ... ﻭﻳﺎﻟﻬــﺎ ...
ﻗﺪﺳﻨﺎ ... ﻧﻬﻮﺩﻫـﺎ
ﻳﺆﻛـﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻈـﻼﻡ ﺷﻬﺪﻫـﺎ
ﻭﺍﻟﺤـﺎﺭﺱ ﻣﺎﻟـﻪ
ﻗﻴّــﺪ ﺧﻴﻠــﻪ
ﻭﻧـﺎﻡ ﻟﻴﻠـﻪ
ﻭﺫﺍﻙ ﻓﻲ ﻛﺄﺳـﻪ
ﻳﺮﺷـﻒ ﻛﺄﺳـﻪ
ﻋﻠﻰ ﻣﻬـﻞ
ﻭﺷﺎﻋﺮﻧـﺎ ﻓﻲ ﺷﻌـﺮﻩ
ﻳﺨﻂ ﺁﻩ ﻣﻦ ﺧﺠـﻞ ؟ ...
ﺫﺍ ﺟـﺪﻱ ﻏﺮﻳـﺐ ﻳﻬـﺬﻱ
ﺑﻜـﻼﻡ ﺍﻟﻤﻠـﻮﻙ
ﻭﻣﻠـﻮﻙ ﺍﻟﻜـﻼﻡ ﻏﺮﺑـﺎﺀ
ﺑﻲ ﺃﻟـﻢ ﻳﺎ ﺃﺣﺒـﺎﺀ
" ﺃﺣﻮﺍﻟﻨـﺎ ﺳﻔﻠﻰ ﻭﺗﻌﺠﺒﻨـﺎ
ﻛﺄﻧﻤـﺎ ﻻ ﻳـﺮﻯ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻨـﺎ ﺍﻟﺤَـﻮﻝ
ﻛـﺎﻥ ﺍﻟﺰﻣـﺎﻥ ﻟﻨـﺎ
ﻭﺍﻟﻨﺼـﺮ ﻛـﺎﻥ ﻟﻨـﺎ
ﻭﺍﻟﺴﻴـﻒ ﻛـﺎﻥ ﺑﻨـﺎ ﻳﻐﻔـﻮ
ﻭﻳﺸﺘﻌـﻞ
ﻛﻨـﺎ ﻧﺠﺎﻭﺯ ﻧﺠﻤـﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤـﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻌـﺪﻭ ﻛـﺎﻥ ﻟﻨـﺎ ﻳﺠﺜـﻮ
ﻭﻳﻤﺘﺜـﻞ ...
ﺑﻲ ﺃﻟـﻢ ﻳـﺎ ﺃﺣﺒﺎـﺀ
ﺑﻲ ﺃﻟـﻢ ﻣﻮﺟـﻊ ﺣــﺪّ ﺍﻟﻤـﻮﺕ
ﻭﻓﻲ ﺣﻨﺠﺮﺗـﻲ ﺑﻠﺒـﻞ ﻳـﻮﺩ ﺍﻟﻐﻨـﺎﺀ
ﻋﻠﻰ ﺿـﻮﺀ ﺍﻟﻘﻤـﺮ
ﻛﻢ ﺃﺷﺘﻬـﻲ ﻳﺎ ﺭﻓﺎﻗـﻲ ﺳﻔﻴﻨـﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ
ﺗﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺮﻳـﺢ ﻭﺍﻟﻄﻴـﺮ ﺍﻟﻤﻄـﺮ
ﻛﻢ ﺃﺷﺘﻬـﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻘﻤـﺮ
ﻛﻢ ﺃﺷﺘﻬـﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻄـﺮ ﺩﻣﻮﻋـﻲ
ﻷﻭﺯﻋﻬـﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﺑـﺎﺀ
ﻛﻢ ﺃﺷﺘﻬـﻲ ﻓﻴـﺾ ﺍﻟﻔﺠـﺮ
ﻭﺳﻔﻴﻨـﺔ ﺑﻴﻀـﺎﺀ
ﺗﺴﺎﺑـﻖ ﺍﻟﺴﻔــﻦ...
ﻛﻢ /
ﻛﻢ ﺃﺷﺘﻬـﻲ ﻟﻮ ﺗﺜـﻮﺭ ﺍﻟﺪﻣـﺎﺀ
ﺩﻣـﺎﺀ ﻣﻦ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﻓﻨـﻮﻥ ﺍﻟﻌﺸـﻖ
ﻓﻨـﻮﻥ ﺍﻟﺮﻗـﺺ ... ﻓﻨـﻮﻥ ﺍﻟﻐـﻮﺹ
ﻓﻲ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃــﻦ