ﻓﻮﻕ ﻏﻴﻤﺔ ﻣﺴﺎﻓﺮﺓ
ﺃﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺃﻣﻀﻲ ..
ﺣﻴﺚ ﻃﻔﻞ ﻳﻨﺘﻌﻞ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﻳﻌﺪﻭ
ﺧﻠﻒ ﺟﻨﺪﻱ ﺟﺒﺎﻥ
ﻳﺘﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﺃﻭ ﺳﻜﻴﻦ
ﻳﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﻫﺪﺃﺓ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ
ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺳﺮَّ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ
ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺳﺮَّ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﺎﻕ
ﻓﻼ ﻃﻮﺍﺑﻴﺮﺍً ﻟﻠﺘﻔﺘﻴﺶ ..
ﻭﻻ ﻣﻜﺎﻥ
ﻭﻻ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﻞ ﻟﺤﻠﻢ ﺗﺮﺍﺧﻰ ..
ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ
ﻛﻲ ﻧﺘﻬﺠﻰ ﺃﺳﻢ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ ..
ﺳﺮ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ
ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺏ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺧﻂ ﻟﻠﻨﻴﺮﺍﻥ
٢
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺃﻧﺖ ..
ﺃﻋﺮﻑ ﺳﺮ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻟﺪﻳﻚ
ﺍﺣﻤﻞ ﺳﻜﻴﻨﺎ ﻭﺳﻼﺣﺎ
ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﺾ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ
ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻻ ﻳﺨﻴﻒ
ﻫﻮ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻻ ﻳﻌﻴﻖ ﺍﻟﺴﻴﺮ
ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻨﻌﺎﻡ
ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﺍﻟﺠﺒﺎﻥ
ﺗﻘﺪﻡ ﻗﻠﻴﻼ
ﻭﻻ ﺗﺴﺘﺮ ﻭﺟﻬﻚ ﺑﻄﻮﻕ ﺣﺪﻳﺪ
ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺯﻝ ﻃﻔﻼ ﺗﺨﺮﺝ ﻟﻠﺘﻮ
ﻣﻦ ﺳﺪﺭﺓ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻭﻣﻀﻰ ﻳﻌﺎﻳﻦ ﻋﺸﻖ ﺍﻟﺒﻼﺩ
ﻓﺜﻤﺔ ﺃﻭﺭﺩﺓ ﺗﻌﺒﺮ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ
٣
ﻓﺄﻋﺪ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻣﺎ ﺗﻨﺎﺳﻞ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺧﻮﻑ
ﻭﺃﻗﻢ ﺳﻼﺣﻚ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺨﺎﺋﻒ ﺍﻟﺠﺒﺎﻥ
ﺇﻳﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺒﻄﻞ
ﻟﻢ ﻧﺰﻝ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ﺍﻟﻰ ﻇﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﻭﻟﻢ ﻧﺰﻝ ﻧﺴﺎﻭﻡ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ
ﻓﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﻳﺠﺪﻱ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ
ﻋﻠﻰ ﺩﻡ ﻳﺴﻴﻞ
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻧﺖ ..
ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺒﻄﻞ
ﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﻣﻘﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ
ﻭﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﺗﺮﺍﻭﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ..
ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺳﺘﺮﺓ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻓﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺩﻡ ﻳﺴﻴﻞ
ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻟﻠﺨﻮﻑ ﻣﻨﺰﻟﺔ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻜﻬﻮﻟـﺔ
ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺑﻼ ﺣﺒﺮ
ﺛﻢ ﺃﻋﺘﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻭﺍﺭﺗﺎﺡ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ