ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺍﻻﻗﻼﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﻜﻨﻮﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺎﺭ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ
ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻳﻜﺘﻨﻒ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﻴﻪ --- ﻭﻟﻦ ﺍﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﻳﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻧﻤﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﺬﺍﻙ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻﻛﺒﺮ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻻﻧﻨﺎ ﻟﻮ ﺍﺳﻘﻄﻨﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﺍﻻﻧﻄﻼﻕ
ﻓﺎﻻﻧﺴﺎﻥ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺩﺍﺧﻠﻴﺎ ﺍﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﻛﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻣﻦ ﺧﻼ ﻝ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ
ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺍﻣﺎﻣﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻠﻰ
ﺑﺎﻻﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﻟﻠﻌﻘﺎﺏ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻳﻬﺎﺗﻔﻨﻲ ﺻﻮﺕ ﻟﻴﺴﺄﻝ ﻓﻬﻞ ﻧﻤﻠﻚ
ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻭ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﻭﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ
ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺋﺒﺔ - ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻧﺘﺴﺎﻭﻯ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻞ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﻣﺮ ﻓﻠﻜﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﺳﻠﻄﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺐ ﻭﻟﻬﺬﺍ
ﻧﺠﺪ ﻓﺮﻗﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺧﺮ ﻭﻣﺠﺘﻤﻊ ﻭﺫﺍﻙ ﻓﺎﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ
ﺑﻘﻮﺓ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻛﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﺷﻴﺮ ﺑﺎﻧﻚ ﺍﻧﺖ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻻﻛﺒﺮ
ﻭﺍﻻﻛﺮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﺘﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﺳﺲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻤﻨﻚ
ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺗﻜﻮﻳﻨﻚ ﺭﺳﻤﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺷﻜﻠﻚ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ
ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﺼﻔﻮﻥ ---ﺛﻢ ﻟﺘﺄﺗﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻭﺍﻟﻘﺪﺡ ﻳﺴﺒﻘﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻧﺖ ﺧﻠﻘﺘﻪ ---- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺠﺪﻝ