ﻋﺎﻫﺪﺕُ ﻗﻠﺒﻰ... بقلم الشاعر هشام ياسين - مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻋﺎﻫﺪﺕُ ﻗﻠﺒﻲ ﻻ ﺃﺣﺐُ ﺳﻮﺍﻩُ.
ﻋﻬﺪﻯ ﺃﻣﺎﻡَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺟﻞَّ ﻋُﻼﻩُ.
ﻟﻘﻴﺘُﻪ ﺃﻣﻼً ﻭﻳﺎ ﺣﺒﺬﺍ ﻟُﻘﻴﺎﻩُ.
ﺇﻧِّﻲ ﻟﻪُ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐُ ﻣﺄﻭﺍﻩُ.
ﻋﺎﺵ ﻗﻠﺒﺎً ﻭﺑﺎﺕَ ﺍﻷﻟﻢُ ﻣﺤﻴﺎﻩُ.
ﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﺣﺰﻥُ ﻭﺟﻬﻪِ ﻓﻰ ﺛﻨﺎﻳﺎﻩُ .
ﺇﻧﺠﻠﺖ ﻋﻨﻪُ ﺍﻟﺒﺴﻤﺔُ ﻭﻗﺪ ﺫﺑُﻠﺖ.
ﻭﺇﻧﺠﻠﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺼﻔﻮ ﻳﺎ ﻭﻳﻼﻩُ.
ﺍﻟﻬﻢُّ ﻳﻮﺟﻌُﻪُ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕُ ﻳﻠﺤﻘُﻪُ.
ﻭﺍﻟﺠﺮﺡُ ﻳﺴﺤﻘُﻪُ ﻭﺍﻟﺪﺍﺀُ ﺃﺷﻘﺎﻩُ.
ﻓﻜﺄﺱُ ﺍﻟﺤﺰﻥُ ﻣﻤﻠﻮﺀٌ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻣﻌﻪِ.
ﻭﻣﺮﺁﻩُ ﻳﺨﺒﺮُ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮَ ﺁﺫﺍﻩُ.
ﻳﺒﻜﻰ ﻭﻻ ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﻖٍ.
ﺍﻟﻘﻬﺮُ ﻓﻰ ﺩﻣﻌﻪِ ﺗﺬﺭُﻓﻪُ ﻋﻴﻨﺎﻩُ.
ﺍﻟﺪﻫﺮُ ﻣﺰﻗﻪُ ﻭﻛﺴﺮَ ﺷﻮﻛﺘَﻪُ.
ﻭﺃﺗﺎﻩُ ﻣﻦ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉِ ﻋﻨﺎﻩُ .
ﺣﺘﻰ ﻏﺪﺕ ﺭﻭﺣﻪُ ﻭﺍﻟﻜﺮﺏُ ﻳﻤﻠﺆﻫﺎ.
ﻇﻼﻣﺎً ﻻ ﻳﺘﻨﻬﻰ ﺃﺑﺪﺍً ﺑﻤﺮﺁﻩُ.
ﻓﻤﻀﻲ ﻛﻜﺮﻭﺍﻥِ ﺍﻟﻠﻴﻞِ ﻣﻀﻄﺮﺑﺎً.
ﻳﻨﻌﻰ ﺑﺄﻧﻐﺎﻡِ ﺍﻟﺸﺠﻦ ﻟﻴﻼﻩُ.
ﻓﻼ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻳُﻨﺼﺖْ ﻷﻧﻐﺎﻣِﻪ.
ﻭﻻ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺭﻙُ ﻟﺤﻦَ ﻣَﺒﻜﺎﻩُ.
ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﻓﻰ ﺳﻮﺍﺩ ﻟﻴﻠﻪِ ﺇﻟّﺎ.
ﻣﻦ ﻳﻜﺸﻒُ ﺍﻟﻀﺮُ ﻋﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪُ.
ﻳﺎ ﺳﺎﻣﻌﺎً ﺑﺠﻮﻑ ﺍﻟﻠﻴﻞِ ﻣﺼﻄﺮﺧﺎً.
ﺇﺭﺣﻢ ﺿﻌﻴﻔﺎً ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻴﺮُ ﺇﻳﺎﻩُ.
ﺣﺘﻰ ﺧﻔﺖَ ﺍﻟﺼﻮﺕُ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺈﻧﻘﻄﻊ.
ﻭﺗﻤﻠّﻚَ ﺍﻟﺠَﻬﺪُ ﻣﻦ ﺟِﻨﺎﺣﺎﻩُ.
ﺳﻘﻂ ﺑﺄﺭﺽٍ ﻟﻢ ﺗﻜﻦْ ﻟﻪ ﺃﺑﺪﺍ.
ﺭﺍﺟﻴﺎً ﻏﻴﺜﺎً ﻟﻤﻦ ﺧﺎﺭﺕ ﻗُﻮﺍﻩُ.
ﺣﺘﻰ ﺩﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻯ ﺟﺎﺀَ.
ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﺎﺑﻖِ ﻣﻮﻋﺪٍ ﺁﺗﺎﻩُ.
ﻓﻴﺸﺎﺭﻙُ ﺍﻷﻟﻢ ﺷﻄﺮﺍً ﺑﻼ ﻛَﻞٍّ.
ﻭﻳﺴﻤﻊُ ﻣﻨﻪُ ﻫﺬﻯ ﺍﻟﻨﺠﻮﻯ ﻭﺷﻜﻮﺍﻩُ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐُ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺣﺒﺒﺘُﻪُ ﺭﻭﺣﺎً.
ﻭﻗﻠﺒﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻞِ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﺎﻩُ.
ﺳﻠﻨﻰ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺖَ ﻳﺎ ﻫﻤﺲَ ﺍﻟﻮﺭﻯ.
ﺇﻧﻰ ﺇﻟﻴﻚَ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐُ ﺃﻫﻮﺍﻩُ.
ﻻ ﺗﺄﺳﻔﻦَّ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪٍ ﻭﻻ ﺗﺒﻚِ ﺍﻷﻧﺎ.
ﻗﺪ ﻓﺎﺕَ ﻣﻦ ﻋُﻤﺮِ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦِ ﺻﺒﺎﻩُ.
ﻳﺎ ﻏﻮﺙَ ﻗﻠﺒﻰ ﺇﻧﻰ ﻟﻘﻠﺒِﻚَ ﻫﺪﺃﺓٌ.
ﺃﻣﺤﻮ ﺍﻵﻻﻡَ ﻋﻨﻪُ ﻭﺃﻛﻦْ ﺳﻠﻮﺍﻩُ .
ﻟﻬﻔﻰ ﻋﻠﻴﻚَ ﻣَﻠَﻜﺎً ﻣِﻦْ ﺳﻤﺎ.
ﻫﻞ ﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﻼﻙِ ﺣِﻤﺎﻩُ؟ !
ﻧﻬﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺃﺗﺎﻧﻰ ﻋﻠﻰ ﻇﻤﺈٍ.
ﻓﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻰ ﺍﻟﺸﺠﻰِّ ﻇﻤﺎﻩُ.
ﻭﻏﺰﺍ ﺑﺜﻮﺏِ ﺍﻟﻨّﻘﺎ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺸﻘﺎ.
ﻭﺣﺎﻙ ﻓﻰ ﺍﻟﻐﺴﻖِ ﺍﻷﻟﻴﻢِ ﺧُﻄﺎﻩُ.
ﻓﺒﻌﺪ ﺗﻴﻪِ ﺍﻟﻘﻠﺐِ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺬﻯ .
ﺁﻧﺲَ ﻏﺮﺑﺘﻰ ﻓﻴﺮﻋﺎﻧﻰ ﻭﺃﺭﻋﺎﻩُ .
ﺃﺑﻜﻰ ﺷﻜﻮﺍﻙَ ﻋﻨﻚَ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥُ ﺍﻟﺬﻯ.
ﻣﺤﻰ ﻋﻦ ﻭﺟﻪِ ﺍﻟﺼﺒﻲِّ ﻧﺪﺍﻩُ.
ﻳﻜﺎﺩُ ﺍﻷﺳﻰ ﻳﻤﻠُﻜﻨﻰ ﺣﻴﻦ ﺃﻧﻈﺮُﻩُ .
ﻳﻜﺎﺩُ ﺍﻟﺒُﻜﺎ ﻳﺄﺳﺮُﻧﻰ ﻗﺒﻞَ ﻟُﻘﻴﺎﻩُ.
ﻳﺎ ﻭﻳﻞَ ﻗﻠﺐٍ ﺃﺫﺍﻙَ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺃﻑ ﺑﻚ .
ﻛﻴﻒ ﻳﺮﺿﻲ ﺑﺬﺍﻙ ﻣﺎ ﺃﻗﺴﺎﻩُ؟!
ﺃﺳﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺯﻣﻦِ ﻗﺪ ﺷﺎﻉَ ﻓﻴﻪ.
ﻛﺴﺮٌ ﻟﻘﻠﺐٍ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺁﻩُ .
ﻭﻋﺬﺍﺏُ ﺭﻭﺡٌ ﺑﻨﺎﺭِ ﺍﻟﻴﺄﺱِ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ.
ﻭﻗﺘﻞٌ ﻟﻨﻔﺲٍ ﺑﺠﺴﺪٍ ﻟﻔﻈﺘﻪُ ﺩُﻧﻴﺎﻩُ .
ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻴﺪُ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﻀﻰ.
ﻓﺄﺗﺎﻩُ ﺳﻬﻤﺎً ﺻﺎﺋﺒﺎً ﺷﻖَ ﺟﻨﺒﺎﻩُ؟!
ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱُ ﺃﺣﻴﻴﻮﺍ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ.
ﺃﻧﺴﻴﺘﻢْ ﺃﻧﻜﻢْ ﺇﻧﺴﺎﻥٌ ﺑﻤﻐﺰﺍﻩُ
ﺃﻓُﻀﻠﺘﻢُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥِ ﻋﻘﻼً؟!
ﺃﻋﻠﻴﺘﻢْ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﻂ ﺑﻤﻨﻈﺮﻩِ ﻭﻣﻤﺸﺎﻩُ؟!
ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺘﻢْ ﻣﻦ ﺫﻯ ﺭﻗﺔٍ ﻭﻣﺮﺣﻤﺔٍ.
ﺃﻳﻦَ ﻋﺪﻟَﻜﻢ ﻭﻓﻀﻠَﻜﻢ ﻭﺍ ﺃﺳﻔﺎﻩُ.
ﺇﻧﻰ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﻲُ ﺍﻟﺤﺼﻦُ ﺍﻟﺬﻯ .
ﻳﺤﻤﻴﻪِ ﻣﻨﻜﻢْ ﻳﺎ ﺧﻠﻖَ ﺭُﺣﻤﺎﻩُ.
ﺃﺣﻨﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃُﺩﺍﻭﻯ ﺍﻟﻮﺟﻊَ ﻣﺰّﻗﻪُ.
ﺇﻧﻰ ﻟﻪ ﻗﻠﺒﺎً ﻳﻌﺸﻘُﻪُ ﻭﻳﻬﻮﺍﻩُ.
ﻳﺎﺭﺏ ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻨﻰ ﻟﻐﻴﺮﻩِ ﺃﺑﺪﺍ .
ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﻰ ﺭﻓﻴﻘﺔُ ﺩﺭﺑِﻪِ ﻭﺃُﻧﺜﺎﻩُ.
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐُ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺣﺒﻨﻰ ﺩﻭﻣﺎً.
ﻭﺃﺑﺪ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻳﺎﺭﺏِ ﻟﻦ ﺃﻧﺴﺎﻩُ