ﻣﺎ ﺍﻟﺸّﻌﺮ.. بقلم الشاعر الفاضل الشريف- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻫﻮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻥ ﻧﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻋﻨﺼﺮ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ - ﻭﻟﻠﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻻ ﺑﺪ ﺍﻥ ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻌﺪﺓ ﺧﺼﺎﻝ ﻭﺍﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ
ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﺪﺭﺱ ﻭﻻ ﺗﻮﺭّﺙ ﻛﻘﻮﺓ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻮﺟﻮﺩ
ﺑﻤﻨﻈﺎﺭ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﻭﺍﻥ ﺗﺎﺧﺬﻩ ﻗﻮﺓ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻭﺳﻌﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﺧﻼﺑﺔ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ
ﻟﻬﺎ ﻳﻐﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻟﻴﺤﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮﺍ ﻃﻠﻴﻘﺎ ﺳﺎﻣﻴﺎ ﺑﺮﻭﺣﻪ ﻭﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﺑﻔﻜﺮﻩ - ﺍﻣﺎ
ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻻﺩﻭﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﻭﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﻛﻴﺐ
ﺑﻤﺎ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺑﻴﻪ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭﻛﻨﺎﻳﺔ ﻓﻴﺘﺠﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺑﺜﻮﺏ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺱ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺱ
ﺑﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻭﻳﺰﻳﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺤﺴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻛﺎﻟﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻼﺕ ﻭﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﻭﺍﻟﺠﻨﺎﺱ
ﻭﺍﻟﺴﺠﻊ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺹ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻻﺳﻠﻮﺏ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ
ﻳﻨﺴﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺤﻮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻲ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻫﺎ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﺭﺓ ﻻﻥ
ﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﺍﺻﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﻤﻮﺯﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﻔﻰ ﻫﻮ ﻧﺴﻴﺞ ﺻﻮﺗﻲ ﺑﺪﻳﻊ ﺳﻠﺲ ﻋﺬﺏ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻘﻦ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﻭﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻻﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﻬﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻤﻰ
ﻭﺗﺼﻘﻞ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﻭﺗﺸﺤﺬ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﺛﻢ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﺛﻢ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ- ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﻳﺎﺧﺬ
ﺑﺎﻟﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻐﺎﻑ ﻗﻠﻮﺑﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻌﺮﺍ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺩﻭﺍﺗﻪ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭﺗﺮﺍﻛﻴﺒﻪ
ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﻟﻔﻈﻪ ﻭﻭﺯﻧﻪ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﻭﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﺟﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﺒﻚ ﻓﻬﻮ ﻧﻈﻢ ﻟﻴﺲ ﺍﻛﺜﺮ ﻭﻻ ﺍﻗﻞ -ﻓﻤﺜﻞ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﻳﺼﻮﺭ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺼﻮﺭ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ﻫﺬﺍ
ﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﺑﺎﻟﺤﺒﺮ ﻭﺍﻟﻔﺮﺷﺎﺓ ﻭﺍﻻﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺣﺴﻦ ﺗﻤﺎﺯﺝ ﻭﺗﻮﺍﻓﻖ ﻭﺗﺎﻟﻒ
ﺍﻻﻟﻮﺍﻥ ﻓﺘﺨﺮﺝ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﻄﺮﺏ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺑﺼﺎﺭ ﻭﺗﺮﺗﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺼﻮﺭ ﺻﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻳﻜﻮﻥ
ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺣﺴﻦ ﺗﻤﺎﺯﺝ ﻭﺗﻮﺍﻓﻖ ﻭﺗﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﻭﺣﺴﻦ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﺗﻨﻀﻴﺪﻫﺎ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ
ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﺘﺨﺮﺝ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺗﻄﺮﺏ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﺳﻤﺎﻉ ﻭﺗﺎﺧﺬ ﺑﻤﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ
ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﻭﺗﺮﺗﺎﺡ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻻﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﺛﻼﺛﺔ +ﺍﻟﻮﺍﻥ ﻭﺍﺷﻜﺎﻝ ﻭﺗﺎﻟﻴﻒ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ + ﻭﻋﻨﺎﺻﺮ
ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺛﻼﺛﺔ+ ﻟﻔﻆ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻭﺗﺎﻟﻴﻒ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡ + ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻤﻞ
ﻓﻨﻲ ﺭﺍﺋﻊ ﺟﻤﻴﻞ ﻣﺆﺛﺮ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻭﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻛﻮﻗﻊ ﺍﻟﺴﺤﺮ- ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺩﻭﺍﺕ
ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﺑﺎﺩﻭﺍﺗﻪ ﻫﺬﺍ ﻳﺒﻬﺮ ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ ﺑﺴﺤﺮﻩ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺒﻬﺮ ﺳﺎﻣﻌﻴﻪ ﺑﺸﻌﺮﻩ + ﻭﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ
ﻟﺴﺤﺮﺍ +ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﺫﺍ ﺍﻣﺘﻄﻰ ﺻﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﻮﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﺭﺓ ﺑﻤﺴﻴﻘﺎﻫﺎ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ - ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻭ ﺧﻴﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺭﺍﺋﻌﺎ ﺧﻼﺑﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﺪﻓﻘﻬﺎ
ﻭﻧﻤﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﻣﺆﺛﺮﺍ ﻭﻗﻮﻳﺎ ﻓﻴﺴﺘﻮﻟﻲ ﺧﻴﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻭﻳﺎﺧﺬﻩ ﺍﺳﻴﺮﺍ
ﻭﻳﺮﺣﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ -ﺍﻣﺎ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻣﺰﺝ
ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻭﺗﺎﻟﻴﻔﻬﺎ ﺗﺎﻟﻴﻔﺎ ﻓﻨﻴﺎ ﻣﻮﺿﻔﺎ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺧﺎﻡ ﺑﻜﻞ
ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﺗﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺛﻢ ﻳﺮﺣﻞ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻨﺴﻰ
ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻌﺮﻩ ﺗﺎﺻﻴﻼ ﻟﻠﺤﺪﺍﺛﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺜﺎ ﻟﻼﺻﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺗﺠﺪﻳﺪﺍ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ
ﺍﻧﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺻﺎﻟﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻭﺍﻻ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻛﻼﻣﺎ ﻓﻮﺿﻮﻳﺎ ﺧﺎﻭﻳﺎ ﺿﺒﺎﺑﻴﺎ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻪ
ﻓﺎﻣﺮﺅ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻭﺑﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻭﺍﺑﻮ ﻧﻮﺍﺱ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺪﺩﺍ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ
ﻓﺎﻧﻲ ﻭﺍﻥ ﻛﻨﺖ ﺍﻻﺧﻴﺮ ﺯﻣﺎﻧﻪ +++ ﻻﺕ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻌﻪ ﺍﻻﻭﺍﺋﻞ
ﻭﺍﻣﺮﺅ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﺑﻜﻰ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭﻭﺻﻒ ﺍﻟﺨﻴﻞ
ﻭﺑﺸﺎﺭ ﺑﻦ ﺑﺮﺩ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﺻﻤﻌﻲ – ﻟﻘﺪ ﺳﻠﻚ ﻣﺴﻠﻜﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻜﻪ ﺍﺣﺪ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻓﺘﻔﺮﺩ ﺑﻪ
ﻭﺍﺑﺪﻉ ﻓﻴﻪ
ﻭﺍﺑﻮ ﻧﻮﺍﺱ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻧﻜﺮ ﺍﻻﻃﻼﻝ ﻭﺍﺟﺎﺩ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻣﺠﺎﺩ ﺍﻟﻔﺮﺱ
ﻭﺍﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﺍﺫ ﺍﺩﺧﻞ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻲ ﻭﺍﺧﺬﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ
ﻭﺍﻻﻧﺪﻟﺴﻴﻮﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺠﺪﺩﻳﻦ ﻟﻠﺸﻌﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﺤﻔﻆ ﻭﺗﻘﺮﺍ
ﺍﻻﻃﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺍﻻﻗﺪﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻻ ﺗﻘﺮﺍ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ
ﻓﺎﻥ ﺿﻌﻔﻪ ﻳﻌﺪﻱ ﻓﻴﺒﻠﺪ ﺍﻻﻓﻬﺎﻡ ﻭﻳﺴﻘﻢ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﻳﻤﻴﺖ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻭﻳﻌﻘﻢ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻨﺪﻙ
ﻭﻗﺪﻳﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ
ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﺭﺑﻌﺔ + ﻓﺸﺎﻋﺮ ﻳﺠﺮﻱ ﻭﻻ ﻳﺠﺮﻯ ﻣﻌﻪ ﻭﺷﺎﻋﺮ ﻳﺠﻮﻝ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻌﻤﻌﻪ ﻭﺷﺎﻋﺮ ﻻ ﺗﺸﺘﻬﻲ ﺍﻥ
ﺗﺴﻤﻌﻪ ﻭﺷﺎﻋﺮ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻲ ﺍﻥ ﺗﺼﻔﻌﻪ
ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺷﺎﻋﺮ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺮﻛﻞ ﻭﺍﻟﺠﻠﺪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﻁ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻳﺎﻡ
ﻭﻻ ﺗﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﻘﺪ ﺍﻻﻗﺪﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﺍﻳﻀﺎ ﻓﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﺫ
ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﻭﻳﺼﻮﺏ ﻭﻳﺴﻮﻱ ﻭﻳﺼﻘﻞ ﻭﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﺔ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻓﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺗﻨﻴﺮ ﻃﺮﻳﻘﻚ ﻭﺗﻨﻘﺬﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﺒﻂ ﻓﻲ
ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺪﺍﻣﺲ ﻭﻣﻴﺰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﺎﺩ ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺣﺴﻮﺩ ﻓﻲ ﺛﻮﺏ ﻧﺎﺻﺢ ﻭﺍﻳﺎﻙ ﻭﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺭ
ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻔﺎﻳﺴﺒﻮﻛﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﺠﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻤﻜﻨﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﻭﻫﻢ ﻛﺜﺮ - ﻭﻟﻌﻠﻚ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻃﻠﺒﺎﺕ ﻭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﻭﺍﺕ ﺍﻭ ﺗﻘﺮﺑﺎ ﻟﻠﻤﺸﺎﻫﻴﺮ ﺍﻭ
ﺗﻤﻠﻘﺎ ﻻﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻥ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻻ ﻧﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﻧﻔﺎﻕ ﺍﻋﺘﺎﺩﻩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻨﺬ ﺟﺎﻫﻠﻴﺘﻬﻢ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﺪﺍﺭﺓ ﺍﻻﻣﻢ ﻭﺍﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﻢ
ﻭﺑﺤﻮﺛﻬﻢ ﻭﺗﺤﺎﺑﺒﻬﻢ ﻭﺗﻘﺎﺭﺑﻬﻢ ﻭﺍﻭﻃﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﺓ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﻭﺍﺣﺴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﺘﻤﺮﺩﺍ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻲ ﻃﺒﻌﺎ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻥ ﻭﺍﺣﺪ
ﻭﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﻟﻼﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﻜﻠﻒ ﺍﻭ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻭ ﺭﻳﺎﺀ ﻇﺎﻫﺮ ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮﻭ ﺩﻭﻥ
ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺘﺼﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﻮﺍﻡ ﻻﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﺑﺎﻟﻔﻨﻮﻥ
ﺗﺘﺎﻟﻒ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺗﺘﻼﻗﻰ ﻭﺑﺎﻟﻔﻨﻮﻥ ﻧﺼﻠﺢ ﻣﺎ ﺍﻓﺴﺪﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮﻭﻥ ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ
ﻭﺍﻭﻃﺎﻧﻬﻢ ﻭﺑﺎﻟﻔﻨﻮﻥ ﻧﺒﻨﻲ ﻣﺎ ﻫﺪﻣﻪ ﺍﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺑﺎﻟﻔﻨﻮﻥ ﻧﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﻭﺑﺎﻟﻔﻨﻮﻥ
ﻧﻐﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺍﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺍﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﻭﻓﻘﺖ ﻓﻲ ﻃﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﺣﻪ ﻭﻟﻴﺘﻘﺒﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺧﻮﺓ
ﺗﺤﺎﻳﺎﻱ ﻭﺍﻟﻴﻜﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ
ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻛﻢ ﺗﺜﻴﺮ ﺧﻴﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺗﻠﻬﻤﻬﻢ