ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﻗﺪﻳﻢ، ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺘﻪ ﺍﻟﻤﻔﻀّﻠﺔ...
ﻳﺤﻤﻞ ﻛﺘﺎﺑﺎ، ﺗﺂﻛﻞ ﻏﻼﻓﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ... ﻻ ﻳﻔﺘﺤﻪ، ﺭﺍﻓﻌﺎً ﻧﻈﺮﻩ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻏﻤﺮﻩ ﺑﻠﻮﻧﻪ ﺍﻟﻔﻀﻲ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﻠﻤﻊ ﻛﺼﻨﻢ ﻣﻌﺪﻧﻲ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ... ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﻗﺪﻳﻢ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺪﻳﻢ
ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻤﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻗﺪﻳﻢ ﻳﻐﻤﺮﻩ ﺑﺬﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ، ﻭﻫﻮ ﻗﺪﻳﻢ ﻭﻗﺪ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺪﻫﺮ
ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ ... ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ ﺩﻣﻌﺔ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﺗﻌﻮﺩ
ﺍﻥ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﻋﺼﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻻ ﻳﺄﺑﻪ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﻻ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺸﺠﺮ ...
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ، ﻗﺎﻡ ﻋﻦ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻮﺩﻋﺎً ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻭﻗﺎﻝ": ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻥ ﻛﻨﺖ
ﺳﺄﺭﺍﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ"، ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ... ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ...ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻥ
ﺃﺗﻰ...