ﻭﻟﺪﻱ ﺣﺒﻴﺒﻲ
ﻣﻨﻚَ ﺃﺭﺟﻮ ﺍﻟﻤﻌﺬﺭﺓ
ﻭﺭَّﺛﺘُﻚَ ﻭﻃﻨﺎً ﻛَﺄَﻧَّﻪُ ﻣﻘﺒﺮﺓ
ﻭﻃﻨﺎً ﻳﺌﻦُّ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻰ
ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﻳﻮﻡٍ ﻣﺠﺰﺭﺓ
ﺣُﻜّﺎﻣُﻪُ ﻣﺎ ﺃﻧﺼﻔﻮﺍ
ﻭُﻋّﺎﻇُﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﺧﻠﺼﻮﺍ
ﻓﺎﻟﻌﺪﻝُ ﺻﺎﺭَ ﻣُﻬﺠَّﺮﺍً
ﻭﺍﻟﺪِّﻳﻦُ ﺻﺎﺭَ ﻣُﺘﺎﺟﺮﺓ
ﻭﺇﺫﺍ ﺳﻤﻌﺖَ ﺧﻄﺎﺑَﻬﻢ
ﺫﺍﻙَ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏُ ﺛﺮﺛﺮﺓ
ﺿﺎﻋﺖْ ﻋﺮﻭﺑﺔُ ﺷﻌﺒﻨﺎ
ﻭﻏﺪَﺕْ ﻋﺮﻭﺑﺔَ ﻣﺴْﺨﺮﺓ
ﺿﺎﻋﺖْ ﻧﻘﺎﻭﺓُ ﺩﻳﻨﻨﺎ
ﺃﺳﻔﻲ ﺗﺤﻮَّﻝَ ﻣﺪْﺑَﺮﺓ
ﻫﻢ ﺷﻮَّﻫﻮﻩُ ﺑﻔِﻌﻠﻬﻢ
ﻭﺍﻟﺤﻖُّ ﻳﻔﻘﺪُ ﻣِﻨﺒﺮَﻩْ
ﻓﻐﺪﺍ ﺍﻟﺘﻤﺬْﻫُﺐُ ﻭﺍﻗِﻌﺎً
ﻭﺍﻟﺪَّﻳﻦُ ﺻﺎﺭَ ﻣُﻨﺎﻭﺭﺓ
ﺍﻟﻘﺪﺱُ ﺗﺴﺄﻝُ ﺃﻳﻨَﻬﻢ
ﺃﻳﻦَ ﺭﺟﺎﻝَ ﺍﻟﻤﻔﺨﺮﺓ ؟
ﺃﻳﻦَ ﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔَ ﺃﻳﻨَﻬﺎ ؟
ﺃﻳﻦَ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑَ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ؟
ﻋﺮَﺏٌ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺻُﻨِّﻔﻮﺍ
ﺣﺘﻤﺎً ﻫُﻢُ ﺑﻤﺆﺧﺮﺓ
ﺣُﻜَّﺎﻣُﻬﻢ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ
ﻋُﻤﻼﺀَ ﺗﻠﻚَ ﺍﻟﻌﺎﻫﺮﺓ ؟
ﻓﻬﻢ ﻋﺒﻴﺪٌ ﻋﻨﺪﻫﺎ
ﻻ ﻟﻴﺲَ ﻫﻢ ﺟﺒﺎﺑﺮﺓ
ﻓﻬﻢ ﻷﺟﻞِ ﻋﺮﻭﺷﻬﻢ
ﻫﻢ ﻣﻮَّﻟﻮﺍ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ
ﻟﻜﻨّﻨﻲ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ
ﻗﺎﻭَﻣﺖُ ﺩﻭﻥَ ﻣُﺴﺎﻳﺮﺓ
ﻓﺎﻟﺒﻌﺾُ ﻗَﺎﻝَ ﻣُﻘﺎﻣﺮﺓ
ﻭﺍﻟﺒﻌﺾُ ﻗَﺎﻝَ ﻣُﻐﺎﻣﺮﺓ
ﻓﻤﺎ ﺍﻛﺘﺮﺛْﺖُ ﻟﻘﻮﻟﻬﻢ
ﻭﻣﺎ ﺍﻛﺘﺮﺛْﺖُ ﻟﺜﺮﺛﺮﺓ
ﻫﺬﺍ ﺳﻼﺣﻲ ﺷﺎﻫِﺪٌ
ﻫﻮ ﺯﻳﻨﺔٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺬَّﺍﻛﺮﺓ
ﻓﺨُﺬْ ﺳﻼﺣﻲ ﻭﺍﻟﺘﺰِﻡْ
ﺧﻂَّ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏِ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﺓ
ﻓﺎﻟﻨَّﺼﺮُ ﺣﺘﻤﺎً ﻗﺎﺩِﻡٌ
ﻭﺍﻟﻠﻪِ ﻟﻴﺲَ ﻣُﻜﺎﺑﺮﺓ
ﺍﻟﻠﻪُ ﻳﻨﺼﺮُ ﺟُﻨﺪَﻩُ
ﺿﺪَّ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵِ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﺓ
ﻫﺎ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖُ ﻭﺻﻴَّﺘﻲ
ﺗﺎﺑِﻊْ ﻓﺘﻠﻚَ ﻗﻀﻴَّﺘﻲ
ﻭﻣﻨﻚَ ﺃﺭﺟﻮ ﺍﻟﻤﻌﺬﺭﺓ