أحزان عاشقة ... الكاتب مهند عبد الكريم المسلم

.................................................................................
دَمْــعٌ تَرَائَ بِعَيْنُــها فيْ جَلْجَـلِ
كالْسَيْلِ أعْرَمَ فيْ ولُوْجِ الْمَخْمَلِ .
نَهْـرٌ جَرَى منْ عَيْنُـها لا يَبْـرَدُ
كَجَحِيْــمِ بَلْــواهـــا يَئِنُّ بِمَثْقَـــلِ .
والْنــارُ فيْ أضْلاعِها وشْـمٌ لَها
حُمْــرٌ كَأوْرَامِ الْجِـرَاحِ بِمَنْكَــلِ .
أبْصَرْتُــها حَتَّى تَعَــذْرَ نَاظَرِيْ
خَجَـلاً وَقَفْـتُ كَتَائِهٍ فيْ مَسْــأَلِ .
حَتَّى كَأنِّـيْ لمْ أرى فيْ عَيْنُــها
ألَـمٌ يَفُـوْقُ لِجَهْــدِها منْ نَاحِــلِ .
ما خَطْبُها ما ذَنْبُـها فِيْما جَـرى
لَوْ حَظُّـها الْعَـاثِرْ تَعَثْـرَ بِمَحْمَلِ .
صَبْرَاً أذَا جَاوَزْتُ حَدَّ مَلامتِيْ
وتَعَثَّــرَتْ كَلِماتُـــها كالْمُذْهِــلِ .
وتَطَايَـرَتْ شَهْقَاتُـها فيْ لَـوْمَـةٍ
كالْنارِ تَسْعَرُ ما بَدَى منْ مَجْهَلِ .
وكَأنَّـها خَاضَتْ صِرَاعٌ فَاقَــهَـا
فيْ شَــدَّةٍ لوْ بالَغَــتْ لَـمْ يَنْجَـــلِ .
كَمْ شَاهَدَتْ فيْ عَذْرِها منْ مارِقٍ
يَحْنُـوْ لَهَا كالْذَئْبِ يَصْرِخُ بَاطِـلِ .
أوْ حالِمَــاً فيْ لَــذَّةٍ يَصْبُــوْ لَهـا
فيْ رَعْشَــةٍ منْ خَوْفِــها لمْ يَفْعَلِ .
فاقَتْ أذَنْ منْ حُلْمِها فيْ صَرْخَةٍ
تَشْكُــوْ صِدَامَ جَنُوْحِـها كالْمُبْتَـلِ .
فَتَحَامَلَـتْ فيْ صَبْـرِها ما تَحْمِـلُ
وتَعَاظَـمَ الْقَهْــرُ الَّــذِيْ لوْ يَنْجَـلِ .
أيْنَ الْمَرُوْءَةِ ضَيَّعَتْ فيْ مَقْصَدٍ
أيْنَ الْحَلِيْــمُ أذَا تَسَتَّــرَ أرْجَــــلِ .
قدْ باتَ منْ ذَكْرِى الْحَبِيْبِ مُعَلَّلِ
وجَــعٌ يَلُـوْكُ فُؤادِهـا فيْ مَنْـزِلِ .
رَحْنا نَذُوْدُ وصَاحبِيْ فيْ مَعْجَلٍ
وسِيـاطُ صَـوْتِيْ كَامِــنٌ بِتَأمَّـــلِ .
حَتَّى تَسَـارَعَ دَمْعُـها فيْ شَهْقَـةٍ
وتَسَارَعَتْ خَفَقَـاتُ قَلْبِيْ تَهْــزُلِ .
عَانَقْتُــها حَتَّى تَقَطْــعَ عَقِيْقُــــها
منْ جِيْـدِها فيْ لَحْظَـةٍ ما أجْمَـلِ .
وكَأنَّ حَبَّـاتُ الْعَقِيْــقِ تَناثَـــرَتْ
منْ فَوْقِ رَأْسَيْنَا وطَالَ بِمَفْصَـلِ .
سَامَحْتُــها والْعَذْرُ عَنْدِيْ عَاشِقٌ
والْعَــذْرُ فَعْـلٌ طَابَ بالْمُتَفَضَّــلِ .
فَرَكَنْتُ لَوْمِيْ خَاشِعَاً فيْ مَعْبَـدِ
منْ خَشْيَةِ الْشَوْقِ الَّذِيْ بَهِ مَوْئَلِ .
فَتَعَسَّـــرَتْ أفْرَاحُنـا فيْ مَفْــزَعٍ
وتَكَاسَــلَتْ أحْلامَنا منْ مُخْجَــلِ .
وكَأنَّ طَــوْدَ مَحَبَّتِــيْ لا يَنْثَنِـــيْ
ألَّا وجَرْحِيْ فيْ هَـواكِ بِمُوْغَـلِ .
وسَـعَيْتُ أحْمَدُ فِيْكِ كُلَّ بَغِيْضَةٍ
بِتَحَمُّلِـيْ هَـانَتْ عَلَـيَّ شَمَــــائَلِ .
والْهَوْنَ فيْ ذَكْرَاكِ لَيْسَ بهَيَّـنٍ
أنْ كانَ شَرَّ الْهَوْنَ لَيْسَ بِمُنْكَـلِ