ﻏﺎﺑﺔ
ﺻﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﻣﺎﺽٍ ﻓﻀﻴﻞ
ﻭﺣﺎﺿﺮ ﻳﺒﺘﺰّ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﻳﻌﺎﻧﻖ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ
ﻳﺠﺘﺮﺡ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ
ﻳﺘﻴﻪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ
ﻭﺍﻧﺎ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺣﺎﺋﺮﺓ
ﻟﻢ ﺃﻋﺸﻖ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﺃﺑﺪﺍً
ﻟﻢ ﺃﻛﺘﺮﺙ ﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻌﻰ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻋﻤﺮﺍً ﻃﻮﻳﻼً
ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦٍ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﻦ ﺳﻴﺘﺨﺬ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ
ﻓﺎﺭﺍﺑﻲّ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻭﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﻛﺎﻥ ﻛﻬﻨﻮﺗﻴﺎً
ﺗﺨﻴّﻞ ﺻﻮﻣﻌﺔ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ
ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻼﻃﻮﻧﻴّﺎً ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ
ﺃﺻﺒﺢ ﺭﻣﺎﺩﺍً ﺗﺬﺭﻭﻩ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ
ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺣﻞّ ﻛﻠﻪ ﺳﻴﺎﻥ
ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻤﻘﺎﺀ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺖ ﺟﺮّﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺭﻭﺣﺎً ﻋﻦ ﺟﺴﺪ
ﺳﺄﺧﺘﺮﻕ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﺮﺍﺏ
ﻭﺃﻋﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﺃﺳﺘﻌﻴﺪ ﻛﺮّﺍﺳﺎﺗﻲ ﻭﺃﻗﻼﻣﻲ
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻲ : ﺍﻧﺘﻈﺮﻱ
ﻧﺴﻮﺍ ﺃﻥ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﺍﻧﺘﻬﻰ
ﻣﻨﺬ ﺍﻥ ﺭُﻓﻊ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﺴّﻤﺎﺀ
ﻣﻦ ﻳﻨﻄﻖ؟
ﻣﻦ ﻳﺒﻮﺡ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﻜﻮﻥ ؟
ﻭﻣﻦ ﻳﻔﺠّﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ؟
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ! ﺃﻳﻦ ﻣﻨﻘﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ؟