ﺻﺒﺎﺡ
ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺒﻬﺎ ... ﻟﻜﻦ ﺳﺎﺋﻖ ﻋﺮﺑﺔ ﻣﻴﻜﺮﻭﺑﺎﺹ ( ﻗﺎﺩﻡ ﺗﻮﺍٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺑﻤﻘﺪﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺪﺵ )
ﺍﻋﺘﺮﺽ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻲ ﻭ ﺑﻴﻨﻬﺎ ، ﻭ ﺣﺴﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺠﻮﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ... * * * ﻏﺴﻠﺖ
ﻭﺟﻬﻲ ﺑﻤﺎﺀ ﺑﺎﺭﺩ ، ﻛﻲ ﺃﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﻃﺎﻟﺖ ، ﺭﺃﻳﺘﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ ( ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ) ﻭﺍﻗﻒ ﻋﻠﻲ ﺭﺃﺱ
( ﺃﺭﻧﺎﻁ ) ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ، ﺛﻢ ﺣﺰﺯﺕ ﻋﻨﻘﻪ ﺑﺴﻴﻔﻲ ... ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻲ ﺭﺃﺱ ﻛﻠﺐ ﺃﺳﻮﺩ ، ﻭ ﻣﻊ ﺍﻧﺜﻴﺎﻝ
ﺩﻣﻪ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﺏ ﺻﻐﻴﺮﺓ ، ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻭﺭﺩﺓ ﺍﻟﻤﺒﺘﻮﺭﺓ ، ﻭ ﻋﻠﻲ ﻫﺘﺎﻑ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﺓ ، ﻛﻨﺖ ﺃﻓﻴﻖ
... * * * ﻳﺎ ﺭﺏ ... ( ﺻﺒﺎﺡ ) ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻣﻴﻠﺘﻲ .. ﻭ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﺪﺍ ﻛﻲ ﺃﺣﺒﻬﺎ ... ﺭﻗﺘﻬﺎ ...
ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ... ﻭ ﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻚ ﻣﻊ ﺷﺮﺍﻳﻴﻨﻲ ، ﻭ ﺑﺴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺰ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺸﺠﺮ ، ﺗﺪﻏﺪﻍ
ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻔﺘﺢ ﺃﺯﻫﺎﺭﻩ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ... ﻭ ﻋﻠﻲ ﺣﻮﺍﻑ ﺭﻣﻮﺷﻬﺎ ﻭ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ... ﻭ
ﺿﺤﻜﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻔﻴﺔ ﺗﻬﺰ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺎﺕ ، ﻓﺘﺤﻠﻖ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ، ﻣﻨﺘﺸﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻤﺎﺀ
ﻭﺭﺩﻳﺔ ، ﻭ ﻗﺮﺹ ﺷﻤﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ..ﻭ ( ﺃﺭﻧﺎﻁ ) ... ( ﺃﺭﻧﺎﻁ ) ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ، ﺑﻌﺪ ﺷﻮﻁ
ﺳﺒﺎﺣﺔ ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ ، ﻋﺎﺩ ﻣﺘﺨﻢ ﺍﻟﺠﻴﻮﺏ ﺑﺄﻛﺪﺍﺱ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ... ﺃﻭﺩﻋﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ، ﻭ
ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺒﻼﻁ ... ﺍﺑﺘﺎﻉ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﺑﺎﺹ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﺍﻷﻧﻴﻘﺔ ، ﻳﺪﻭﻱ ﻛﻼﻛﺴﻬﺎ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ
، ﻟﺘﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ( ﺻﺒﺎﺡ ) ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺗﻴﻬﺎ ، ﻟﻴﻌﻮﺩ ﻫﻮ ، ﻳﺘﺴﻜﻊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ، ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﻌﻤﻞ
ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻷﺟﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺤﺞ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ﻭ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﻭ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻭ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﺪ ﻭ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻛﺎﻟﺸﻌﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﻴﻦ ... * * * ﺃﺳﺮﻋﺖ ( ﺻﺒﺎﺡ ) ﻟﺪﻭﺭﺓ
ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ... ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﺗﺘﻘﻴﺄ ، ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺒﺘﻌﺪ ، ﻭ ﺃﻥ ( ﺍﺭﻧﺎﻁ ) ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﺴﺘﺸﺮﻱ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺩﺗﻬﺎ
ﻭ ﺭﺣﻤﻬﺎ ، ﻭ ﻳﺘﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﻣﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺩﻉ ﺑﺬﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺋﻬﺎ .... * * * ﺑﺎﻷﻣﺲ
... ﻛﺘﺒﺖ ﻗﺼﺔ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﻖ ﻋﺮﺑﺔ ، ﻋﻤﻞ ﺣﺎﺩﺛﺔ ، ﻧﺠﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ، ﻭ ﻣﺎﺕ ﻫﻮ ...... * * *
ﻗﻠﺒﺖ ﺑﻘﻴﺔ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻖ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻫﺰﺯﺗﻪ ... ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﻟﺘﻪ ﺭﺃﺱ ﻛﻠﺐ ﺳﻮﺩﺍﺀ ،
ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻧﺒﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ ... ﺃﺻﻤﻨﻲ ﺍﻟﺼﻮﺕ ، ﻓﺄﻣﺴﻜﺖ ﺑﺼﺪﻏﻲ ﻓﻲ ﺇﺭﻫﺎﻕ ... - " ﻟﺘﺴﺘﺄﺫﻥ ﻭ
ﺗﻨﺼﺮﻑ . " ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﻲ ﻋﻢ ( ﺭﺟﺐ ) ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺒﻮﻓﻴﻪ ... * * * ﺳﻮﻳﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ ،
ﻋﻠﻲ ﻧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺘﺮﺵ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺄﻗﻔﺎﺹ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ... ﺟﻠﺒﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺙ ﻭ ﻃﺎﻗﻴﺘﻪ ...
ﺃﻋﻮﺍﻣﻪ ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﺗﻜﺴﻮﺍ ﻋﻮﺩﻩ ﺍﻟﺠﺎﻑ ﻭ ﻧﺪﺑﺔ ﻏﺎﺋﺮﺓ ﺃﻋﻠﻲ ﻗﺼﺒﺔ ﺍﻷﻧﻒ ، ﺍﺛﺮ ﺳﻘﻮﻃﻪ ، ﻫﺎﺭﺑﺎ ، ﻣﻦ
ﺳﻮﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻣﺸﺮﺩﺓ ... * * * ﻛﻨﺖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ،
ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻪ ﺟﺎﺭﻱ ... ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺭﺍﺋﻚ ﻣﺘﺮﺍﺻﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺩﺍﺭﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﺸﺪﺕ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﺮﻭﻕ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﻭ ﺃﻛﻮﺍﻡ
ﺍﻻﺳﻤﻨﺖ ﻭ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺗﻤﻬﻴﺪﺍ ﻹﺯﺍﻟﺘﻬﺎ ، ﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﺷﻘﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ... ﺷﺮﺍﺏ ﺍﺣﻤﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻳﺘﻸﻷ ﻓﻲ
ﻛﺌﻮﺱ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎﻝ ، ﺗﻄﻮﻑ ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺎﻩ ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ، ﻭ ﻋﻠﺐ ( ﺍﻟﻤﺎﺭﻟﺒﻮﺭﻭ ) ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﺗﺘﻔﺠﺮ ﺑﺎﻟﺪﺧﺎﻥ
ﺍﻟﻔﺎﺧﺮ ، ﻳﻌﺒﻖ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ، ﻭ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺗﻔﻌﻢ ﺍﻧﻔﻲ .... * * *
ﻛﺎﻥ ﺁﺑﻲ ﺻﺎﺭﻣﺎ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ... ﺃﻛﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ، ﻭ ﺃﻧﻨﻲ
ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﻋﻤﺮ ﻏﺾ ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺍﺑﺪﺃﻩ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ، ﻭ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻲ ، ﻭ ﺃﻥ ( ﺻﺒﺎﺡ ) ﻫﺬﻩ
ﻫﻲ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻭ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﺗﻮﺍ ... ﻭ ﺃﻧﻨﻲ ﻭ ﺃﻧﻨﻲ ﻭ ﺃﻧﻨﻲ ...... ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻲ
ﻛﻼﻣﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺟﺪﺍ ... ﻭ ﺃﻣﻲ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﺭﻛﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ .... * * * ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺭﺍﻳﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ،
ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻤﺘﻀﺨﻢ ، ﻳﻠﻔﻪ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻷﺑﻴﺾ ، ﻭ ﺗﻐﻄﻲ ﻫﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻄﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ، ﺍﺭﺗﺒﺖ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﻭ
ﻓﻲ ﺍﻧﻪ ﻳﻀﻤﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﺳﺄﺿﺎﺭ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻤﺎ . ﻭ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻧﻪ ﺻﺎﺭ ﻣﻤﺘﻠﺌﺎ ، ﺗﻜﺴﻮﺍ ﻭﺟﻬﻪ ﺣﻤﺮﺓ ﻳﺎﻧﻌﺔ ، ﻭ
ﻳﻨﻀﺢ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﺑﻘﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ، ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﺗﻌﻜﺴﻪ ﻣﺮﺁﺗﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺃﻗﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ، ﺭﺍﺟﻴﺎ
ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﺪﻝ ، ﺗﺘﻐﻴﺮ ، ﻭ ﻟﻮ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ، ﻭ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺮﻓﻘﺔ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﻛﺎﻟﻐﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﺄﺑﻲ ، ﻓﺄﺳﺘﺪﻳﺮ ﻷﺭﺍﻩ ، ﺗﻄﻘﻄﻖ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺒﺤﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ، ﻳﺘﺎﺑﻌﻬﺎ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺷﻔﺘﻴﻪ
ﺍﻟﻤﻜﺘﻨﺰﺗﻴﻦ ، ﺃﺳﻔﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮ ، ﻭ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺰﺕ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻪ ،
ﻓﺎﻧﺤﺴﺮ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ ﺩﻫﺎﺀ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻧﺤﺴﺮ ﺷﻌﺮ ﺭﺍﺳﻲ ﺃﻧﺎ ﺇﺭﻫﺎﻗﺎ ﻭ ﻗﺮﺍﺀﺓ ... ﻭ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻳﺒﺘﺴﻢ ..... *
* * ﻏﻔﻮﺕ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﻦ ... ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﺳﺎ ، ﻳﺘﻨﺎﺛﺮ ﺍﻟﺰﺑﺪ ﻣﻦ ﺷﺪﻗﻴﻪ ...
ﺯﺍﻡ ﺑﻔﻤﻪ ... ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ... ﺃﻗﺪﺍﻣﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ، ﺟﺒﻴﻨﻲ ﻳﻨﺰ ﻋﺮﻗﺎ ، ﻭ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻀﻄﺮﺏ ،
ﻳﻐﺰﻭﻩ ﺍﻟﺨﻮﻑ ، ﻳﻘﺘﺮﺏ ﺍﻟﻜﻠﺐ، ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺑﺴﺮﻋﺔ ... ﻭ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺑﻠﻞ ﻭﺟﻬﻲ ﻭ ﺳﻄﺢ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﻭ
ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺍﻷﻳﻤﻦ ... * * * ﻋﺎﺩﺕ ( ﺻﺒﺎﺡ ) ﻣﻦ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ، ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻲ ﺍﺣﺪﻱ ﺯﻣﻴﻼﺗﻬﺎ ... ﺗﻜﻮﺭﺕ
ﺑﻄﻨﻬﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ... ﻧﺒﺎﺡ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻳﺘﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺭﺍﺳﻲ ... ﺃﺿﻊ ﺃﺻﺎﺑﻌﻲ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ ... ﻳﺨﺘﺮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﺎﺡ ...
ﺍﻫﺮﺏ ﻣﻨﻪ ... ﻻ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ، ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻳﻤﺰﻕ ﺭﺍﺳﻲ ﻭ ﻗﻠﺒﻲ ... ﺍﺻﺮﺥ ﻣﻬﺘﺎﺟﺎ : " ﺍﺻﻤﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﺐ
" . ﺍﻧﺪﻓﻊ ... ﺍﻏﻤﺪ ﻳﺪﻱ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻬﺎ ... ﺗﺼﺮﺥ ﺃﻟﻤﺎ ... " ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻌﻴﻨﺔ " ... ﺗﺴﺘﻐﻴﺚ ... ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ...
ﻳﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ ﻣﺬﻫﻮﻟﻴﻦ ... ﻳﻬﺮﻭﻝ ﻧﺎﻇﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ... ﺃﻭﺍﺻﻞ ﻟﻜﻤﻬﺎ ، ﺗﺴﻘﻂ ﺃﺭﺿﺎ ... ﺍﺩﻓﻊ ﻗﺪﻣﻲ
ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻬﺎ ، ﻓﺘﻐﻮﺹ ﺍﻟﻘﺪﻡ ... " ﺍﺻﻤﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﺐ " ... ﻛﻼﺏ ﺻﻐﻴﺮﺓ ... ﺗﻌﻮﻱ ... ﺗﻨﺒﺢ
...ﺗﺘﻮﺍﻟﻲ ﺭﻛﻼﺕ ﻗﺪﻣﻲ ... ﺃﻏﺮﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ... ﻋﺮﻗﻲ ﺷﻼﻝ ﺑﺎﺭﺩ ... ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ... ﺃﻭﺍﺻﻞ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﻛﻞ ... ﺗﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﺪﺍﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ... ﺗﻬﻤﺪ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻭ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻠﺐ ...
ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﺗﻐﻤﺮﻧﻲ ... ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻷﻳﺪﻳﻬﻢ ﻻﻫﺜﺎ ﻭ ﻗﺪ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻨﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ
موضوع: ﻧﺠﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﻌﺪ ... ﻣﺼﺮ ﻋﻦ ﻗﺼﺘﻪ ﺻﺒﺎﺡ- مجلة نجوم الأدب والشعر 
الأحد ديسمبر 27, 2015 11:57 am
