ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻨﻘﺔ. . ﺑﻘﻠﻢ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺗﻤﻴﻢ صائب - ﻣﺠﻠﺔ ﻧﺠﻮﻡ ﺍﻷدب والشعر

ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔِ ﻗﺎﺑﻠْﺘُﻪ
ﺟﺎﺀ ﻳﺠﻠﺲ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮً
ﺗﻨﻈﻢ ﺃﺷﻌﺎﺭَﻫﺎ ﺯﻗﺰﻗﻪ
ﻗﺎﻝ :
- ﺗﺴﻤﺢُ ؟
ﻗﻠﺖُ :
- ﺗﺮﻛْﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽِ
ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖّ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀَ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﻧﻜﺘﺮﺙْ
ﻗﺎﻝ :
- ﻻﺑﺄﺱَ ..
ﺃﺑﺤﺚُ ﻋﻦ ﻭﺍﺣﺪٍ
ﺣﻴﻦ ﻳُﺪﺧِﻠﻨﻲ ﺫﺍﺗَﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕِ
ﺃﺧﺮﺝُ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻲَ ﺍﻟﻀﻴّﻘﻪ
ﻗﻠِﻘﺎً ﻛﺎﻥَ ..
ﻻ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕُ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔِ ﻣﻨّﻲ
ﺃﻋﺎﺩﺕْ ﺻﻮﺍﺑﺎً ﺇﻟﻴﻪِ
ﻭﻻ ﻭﻃﻦٌ ﻳﺘﻬﺪّﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺕِ
ﺃﺑﻌﺪﻩ ﻟﺤﻈﺔً ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺍﻟﻤﻘْﻠِﻘﻪ
ﺳﺎﻝ – ﻛﺎﻟﻤﺎﺀ – ﺣﻴﻦ ﺫﻛﺮﺕُ ﻟﻪ
ﺑﻠﺪﺓً ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪِ
ﺗﻨﺎﻡُ ﻋﻠﻰ ﻛﻒّ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏِ
ﻭﺗﺼﺤﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤُﺸﺮِﻗﻪ
ﻗﺎﻝ – ﻟﻤّﺎ ﻭﻟﺠْﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻤﺖِ -:
- ﻣﺎﺫﺍ ﻟﺪﻳﻚَ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐِّ ؟
ﻗﻠﺖُ :
- ﺳﻼﻝٌ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺤﻮﺍﻥِ ﺗﺰﻳّﻨﻬﺎ ﺯﻧﺒﻘﻪ
ﻓﺒﻜﻰ
ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﻟﻴﻤﻀﻲ ﻓﺼﺤْﺖُ ﺑﻪ :
- ﻟﻢ ﺗﻘﻞْ ﻟﻲ ﻋﻦ ﺍﺳْﻤِﻚَ ؟ !
ﻗﺎﻝ :
- ﺃﻧﺎ ﻫﻮ ﺃﻧﺖَ ..
ﻧﺰﻟﺖُ ﻟﺘﻮّﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻨﻘﻪ