.بنات لسن كالبنات
بعد أن أديت اﻷولى وتناولت الثانية،
نفضت فراشي واستلقيت.
أخذني وسن ثم نمت .
إستقبلتني على زرابي مزركشة وهي فرحة جميلة المحيا .
فتلك مخضرة وذي مصفرة واﻷخرى محمرة.
على إحدى الزرابي جلست متوجها نحوالشرق، والشجر بعظه يكتب على الهواء متخذا من النسيم العليل مدادا، وبعضه غارق في ضراعة وخشوع غير آبه بمايدور، وآخر مسترسل في تبتل وسجود.
صمت عم الغابة لهنيهة.
رحبت بي مرة أخرى متخدة ومن فيها من الحراة لغة.
فجأة سكنت اﻷشجارفي تدبر.
فإذا بهدهد من أعماق الشجرة المعمرة يردد : " إنها واضحة اﻷثر،لا عبث ولا هدر.إنها واضحة اﻷثر" .
وبينما أنا أفكر في هذا الذي يقول ،
إذا بي أسمع زجلا ورائي.
إستدرت .
إنها النباتات الزجلة تتشابك مع بعضها، وفي وسطها الشجرة المعمرة الصادعة .
سألت الشجرة تلك بعد أن سكنت:
- ما لي أرى اﻷشجار ورائي جميلة المحيا، والتي عن يمينك وشمالك مهمومة،عيونهن تطوف في أجواء الغاب تيها؟
رفعت رأسها نحو العلو فأجابت:
- إنه صنع من أتقن وهدى، أما الكئيبة المكفهرة عن يميني ويساري فهن بناتي.
نسيت اخضرار اﻷولى والثانية ونسيت الزرابي المبثوثة.
ثم جلست انظر عن يسار الشجرة المعمرة وعن يمينها.
إقتربت مني إحدى بناتها وهي مقطبة، ودودة قز فوق غصنها الصغير جافة.
سمعت تهزما فوقي ورفعت رأسي فإذا بغصنها الكبير خر نحوي .
قفزت بسرعة البرق الى اليمين فاصطدمت بجذع أخرى وأخرى ثم أخرى وأخرى.....
سقطت على إثر ذلك أرضا،وصرخت من شدة ما لاقيت.
وقفت وفي نفسي برم، فإذا بالشجرة المعمرة تهدؤ من روعي قائلة :
- إنهن بناتي ولا يقمن الا بما وكل لهن ،
إستيقظت ولم تتم الرؤيا. /إه./
- /عبدالكبير غشيم