ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻭﻟﻶﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻗﺴﻰ ﻋﺒﺎﺭﺓ
ﻻﺯﺍﻟﺖ ﺗﺮﻥّ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ( ﺟﺎﻫﻞ ) !!
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻃﻠﻘﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﺳﻴﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻱ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨّﻲ ﻓﺎﺳﺘﻤﻌﻮﺍ ﻟﺒﻮﺣﻪ :
.........................
ﺃﻋﻴﺶ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎً
ﻭﻣﻌﺰﻭﻻً ﺗﻘﻠّﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﻞْ
ﺃﻋﻴﺶ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢْ ﻋﻴﺸﻲ ﻭﻟﻜﻦْ
ﺃﺭﺍﻧﻲ ﺷﻂّ ﺑُﻌﺪﻱ ﺩﻭﻥ ﻃﺎﺋﻞْ
ﺃﺗﻴﺖُ ﻟﻬﺬﻩِ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻛﻠّﻲ
ﺃﻣﺎﻥٍ ﻛﻨﺖُ ﺃﺣﺴﺒﻬﺎ ﻣَﻨﺎﻫِﻞْ
ﻭﻛﻨﺖُ ﺃﻇﻦُّ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻌﻴﺶَ ﺣﻠﻮٌ
ﻭﻟﻴﺲ ﻳﺤﻮﻝُ ﺩﻭﻥَ ﺍﻟﺴﻌﺪِ ﺣﺎﺋِﻞ
ﺑﺂﻣﺎﻟﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓِ ﺟﺌﺖُ ﺃﺳﻌﻰ
ﻟﻜﻢ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺤُﺴﻨﻰ ﺃُﺟﺎﻣِﻞْ
ﺃﺭﻋﺘﻢ ﻣﺴﻤﻌﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮٌ
ﺑﻮﺻﻒ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞُ ﺟﺎﻫِﻞْ
ﻓﺤﻄّﻤﺘُﻢْ ﻟﻲ ﺍﻷﺣﻼﻡَ ﺟﻤﻌﺎً
ﻗﺘﻠﺘﻢْ ﻓِﻲَّ ﺁﻣﺎﻟﻲ ﺍﻟﻘﻼﺋِﻞْ
ﻗﺴﻮﺗُﻢ ﻳﺎ ﻛِﺒﺎﺭَ ﺍﻟﺠﺴﻢِ ﻓﻴﻨﺎ
ﻭﻟﻢ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻛﻲ ﺗُﺤﺎﻭِﻝْ
ﻭﻟﻮ ﺃﻥّ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭَ ﺭﺃﻭﺍ ﺧﻴﺎﻟﻲ
ﻭﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ﻟﻘﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞُ ﻋﺎﻗﻞْ
ﺃﺭﺍﻛﻢ ﺗﺨﻄﺆﻭﻥَ ﻭﻟﻮ ﺳﻤﺤﺘُﻢ
ﻟﻨﺎ ﻗﻮﻻً ﻷﻋﻄﻴﻨﺎ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋِﻞْ
ﻭﻟﻮ ﺳﻤﺢ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭُ ﻟﻨﺎ ﺃﺗﻴﻨﺎ
ﺑﺤﻞٍّ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛِﻞِ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺗُﻞٍ
ﻋﺠﻴﺐٌ ﻳﺎﻛﺒﺎﺭُ ﻧﺮﻯ ﺑﻜﻢ ﻣﺎ
ﻟﻮ ﺍﻧﺎ ﻗﺪ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻗِﻴﻞَ ﻫﺎﺋﻞ !!
ﻧﺮﺍﻛﻢ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥَ ﺍﻟﻤﻮﺕَ ﺻُﻨﻌﺎً
ﺑﺄﻃﺮﺍﻑِ ﺍﻟﺮﻣﺎﺡِ ﻭﺑﺎﻟﻘﻨﺎﺑِﻞْ
ﻓﺘﻜﺘُﻢ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺏِ ﺑﻼ ﺫﻧﻮﺏٍ
ﻭﺷﺮّﺩﺗُﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑِ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋِﻞْ
ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩﻋﻜُﻢُ ﺩﻳﻦٌ ﺣﻨﻴﻒٌ
ﻭﻻ ﻋﻘﻞٌ ﻓﻤﺎ ﺗﻠﻚَ ﺍﻟﻔﻌﺎﺋِﻞْ !!
ﻭﻟﻮ ﻛُﻨّﺎ ﺻﻐﺎﺭﺍً .!! ﻣﺎﻓﻌﻠﻨﺎ
ﻛﻔﻌﻠﺘﻜُﻢْ ﻭﻣﺎ ﻛﻨّﺎ ﺃﺭﺍﺫِﻝْ
ﺇﺫﺍ ﻛﻨّﺎ ﺻﻐﺎﺭَ ﺍﻟﺠﺴﻢِ ﺃﻧﺘُﻢْ
ﺻﻐﺎﺭُ ﺍﻟﻌﻘﻞِ ﺑﺎﻟﺒﻠﻮﻯ ﺃﻭﺍﺋِﻞْ
ﻋﻘﻮﻝٌ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﻟﺔِ ﻛﻢ ﺗﻐﺬّﺕْ
ﻭﻣﻦ ﻋﻘﻞٍ ﻭﻣﻦ ﺭﺷﺪٍ ﻋﻮﺍﻃِﻞْ
ﺃﺭﺍﻧﺎ ﻧﺴﻤﻊُ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡَ ﺗﺒﻜﻲ
ﻭﻧﺴﻤﻊُ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺟﻰ ﻧﻮﺡَ ﺍﻷﺭﺍﻣِﻞْ
ﻭﻃﻔﻞٌ ﻳﺮﺣﻢُ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝَ ﻣِﻨّﺎ
ﻭﻧﻌﻄﻲ ﺇﻥ ﺃﺗﻰ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺳﺎﺋﻞْ
ﻟﻔﻄﺮﺗﻨﺎ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻗﺪ ﻗُﺘِﻠﻨﺎ
ﺑﻌﻘﻠﻜﻢُ ﻭﻋﻘﺪﺗُّﻢْ ﻣﺴﺎﺋِﻞْ
ﺑﺒﺤﺮِ ﺍﻟﺪّﻡِّ ﺃﻏﺮﻗﺘُﻢ ﺑﻼﺩﻱ
ﻭﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﺳﺎﺣِﻞ