ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺛﻤﻼً ﺣﺪّ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺣﻤﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻭﻋﻲ ﻭﺑﺼﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺮﻧﺢ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ؛ ﺭﺃﻯ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻻ ﻳﺘﺰﺣﺰﺡ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ؛ ﺍﻧﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻭﺷﻌﺮ
ﺑﺎﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻛﻴﻒ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﺑﺼﻼﺑﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﺭﻛﻪ ﺍﺣﺘﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻛﺄﺳﺎً ﺑﻜﺄﺱ
ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻗﻄﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻨﻴﻨﺔ ﻗﺮﺭ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻼﻭﻋﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺍﻩ ﻭﻳﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﺇﻧﻪ
ﺍﻷﻗﻮﻯ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺴﻤَّﺮ ﺑﺜﻘﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﺳﺒﻞ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺒﻴﻪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻻﻟﺘﺼﺎﻕ
ﻭﻭﻗﻒ ﻣﻨﺘﺼﺒﺎً ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ؛ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺣﺼﻞ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺎﺭ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ
ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺒﻨﺪﻭﻝ ؛ ﺍﺳﺘﺸﺎﻁ ﻏﻀﺒﺎً ﻭﺭﺍﺡ ﻳﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺎﺭﺓ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ
ﺑﺨﻄﻰ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰﻧﺔ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺧﺎﺭﺕ ﻗﻮﺍﻩ ﺍﺭﺗﻄﻢ ﻓﻴﻬﺎ ؛ ﺳﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺳﻘﻂ ﻣﻌﻪ ﻇﻠﻪ
ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺘﻪ ﻧﻬﺾ ﻣﺘﺜﺎﻗﻼً ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺭﺃﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺘﺸﻈﻴﺎً ﻓــــــــــﻴﻬﺎ ..
ﺣﺴﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﻤﺮﻱ