ﺇﻥ ﺟﺌﺖُ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ، ﺃﻭﺟﺌﺖ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻻ ﻳﻬﻢّ .. ﺍﻟﻤﻬﻢّ ﺃﻧﻲ ﻭﺟِﺪﺕُ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﺑﻴﻦ
ﻛﻴﺎﻧﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﻟﻲَ ﺟﺴﻢ .. ﻭ ﺍﺳﻢ .. ﻭ ﻇﻞ .. ﻃﻮﻳﺖُ ﻣﻦ ﺳﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻲ ،
ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺩﻭّﻧﺖْ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻮﻳﺖْ ؟ ﻫﻞ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻲ ﺟﺰﺀًﺍ؟ ﺃﻡ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻧﺤﺘﺖْ
ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭ ﺗﻼﺷﺖْ ؟ ﺃﻡ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﻔﺎﻳﺎ ﻋﻘﻠﻲ ﺗﺄﻣﺮُ ﻭﺗﻄﺎﻉُ ؟ .. ﺃﺑﺤﺮﺕُ ﺑﺨﻴﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻲ
، ﺑﻼ ﺭﻳﺢ ﺗﺤﻤﻠﻨﻲ، ﻭﻻ ﺷﺮﺍﻉ ..
ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻠﻄﻒ، ﻗﻔﺰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻓﺘﺢ ﺑﺎﺑﻲ، ﻋﻠّﻪ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺣﺮّﻙ ﻓﻴﻪ ﺣﻨﻴﻨﺎ ﻟِﻤَﻦْ
ﺗﻠﺤّﻒ ﺑﺎﻟﻐﻴﺎﺏ ، ﻭﺍﺭﺗﺠﻔﺖُ، ﻛﺼﻐﻴﺮٍ ﻫﺰّﻩُ ﺍﻟﺨﻮﻑُ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ، ﻟﻜﻦّ ﻋﻄﺮﻫﺎ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻻ
ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ، ﻭ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ .. ﻓﺘﺤﺖُ ﺍﻟﺒﺎﺏ .. ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺗﻘﻔﺰ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﻛﻔﺮﺍﺷﺔ ﻫﺰّﻫﺎ ﻭﺟﺪ
ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ . ﻗﻠﺖ ﻟﻌﻞّ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺃﺣﻤﻠﻪ ﻟﻮﺣﺪﻱ، ﻭﻫﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ، ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴّﺮ، ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻌﻠﻦ ﺩﻭﻣﺎ ﻛﻠّﻤﺎ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖْ، ﻓﺼﻼ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻟﻠﺮﺑﻴﻊ، ﻭﺟﺴﺪﻫﺎ ﻣﻨﺤﻮﺗﺔ ﺧﺎﻟﺪﺓ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ .
ﻣﺎﺑﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﻳﺬﻛّﺮﻧﻲ ﻛﻠّﻤﺎ ﻣﺮّ ﻋﺎﻡ ، ﻭﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺑﻲ ﺍﻟﺨﻄﻰ ﻟﻨﻬﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ، ﺃﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻠﻌﻤﺮ
ﻃﻌﻢ، ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺯﻟﺖُ ﺃﺭﻗﺒﻪ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ...
ﺳﺤﺒﺖْ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺑﺎﻗﺔ ﻭﺭﺩ، ﻛﺄﻧّﻬﺎ ﺟﻤﻌﺖْ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻛﺘﺒﺖْ ﻓﻲ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﺰﺭﻭﻋﺔ
ﻓﻴﻬﺎ : ﻛﻞّ ﻋﺎﻡ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺳﻌﺎﺩﺓ ، ﻭﺃﻣﻞ . ﻭ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﺔ ﻗﻮﻻ ﺟﻤﻴﻼ : ﻻ ﺗﺤﺎﻭﻝ
ﺟﻌﻞ ﺭﻭﺣﻚ ﺗﺤﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻚ، ﺗﺼﻘﻠﻬﺎ ﻛﻠّﻤﺎ ﻣﺮّ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ، ﺃﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻛﻤﻮﺝ
ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻳﺘﺠﺪﺩ ، ﻛﺴﺤﺎﺏ ﺳﺎﻗﻪ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻷﺭﺽ ﺑﻌﻴﺪﺓ، ﻓﺎﻧﺘﺸﻰ، ﻓﺮﻭﻯ . ﺃﺟﻌﻞ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻛﻄﻴﺮ ﻛﻠّﻤﺎ ﺟﺎﺀ
ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺃﻃﺮﺏ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺑﺄﻟﺤﺎﻥ ﺟﺪﻳﺪﺓ .
ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺤﻔﻞ ﻳﺎ ﺭﻓﺎﻗﻲ ، ﻳﺎ ﺷﻤﻌﺘﻲ ﺍﻟﻴﺘﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺴﻲ، ﻭ ﺻﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺒﻌﺜﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﻛﻦ، ﻭ
ﻭﺣﺪﺗﻲ، ﻭﺍﺷﺘﻴﺎﻗﻲ