كومضةٍ في ظلمةِ الغسقِ رأيتكِ
و النجومُ حَيارى بلوعةٍ و شرودْ
تَذوبُ شَوقاً في سِحرِ عَينيكِ
و يُفْتَنُ القَمَرُ بأسيلِ ذي الخدودْ
و على جَبينكِ تشرقُ الشمسُ
ويفرشُ الطّلُ مِسكاً على العودْ
رُوحُكِ في سماءِ الحُّبِ هائمةٌ
و حُسْنُ وَجْهُكِ بالهوى مَعقودْ
في يَديكِ الخُضر سنابلٌ و ورودٌ
و في عَينيك عَواصِفٌ و رُعودْ
يا نَسمَةً تعبقُ بالعطورِ صبابةً
و ذِكرى لِصبا العاشِقين تَعودْ
أَفِيقي .. و افرُشي الزَهرَ النَدي
و هُزي الغُصنَ تَنتَفِضُ الورودْ
إنْ كانَ للصمتِ بعينيكِ من سحرٍ
فَكُحلُ العَينِ يَنطقُ بالوعودْ
و حُّبُكِ إيماني و وَجْهُكِ مَقْصَدي
و رِضاكِ من رِضى الإلهِ مَنشودْ
و طُهْرُ تُرابُكِ لمّا يمُّسَّ جَبينيّ
ما زَادَني إلا خُشوعاً في السُجودْ
لا تَعذِلوني فإنّي عاشِقٌ صَبُّ
وليسَ للعِشقِ فواصلٌ و حُدودْ
إن تَعرِفوها ستعذرِونَ هُيامي
و ستعرِفون بأي حُّبٍ ذا الشّرودْ
و لمَّسَّكم من فيضِ حبُّيّ نارٌ
و لكنتُ من فرطِ الهوى مَحسودْ
هي خيرُ سُكناي و خيرُ مَنازلي
الطهرُ شِيمَتُها و الخيرُ و الجودْ