ﺣُﻠﻢ ...
ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻋﻨﺪ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ، ﺃﺷﻌﺮ ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺃﺟﺎﻭﺭ ﺑﺎﻷﻓﻖ ﻃﻴﺮﺍً ﻭﺃﺷﺎﺭﻙ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻋﻠﻰ
ﻏﺼﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﺮﺍﻗﺼﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺑﺼﻮﺗﻪ، ﻭﻛﺄﻱ ﺃﺳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﺻﻄﻴﺎﺩ ﻓﺮﻳﺴﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﻋﻨﺎﺀ
ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﺃﺭﻧﺐ ﻧﻔﺪ ﺑﺠﻠﺪﻩ ﻣﻦ ﻛﻠﺐ ﺟﺎﺋﻊ، ﻭﻣﺜﻞ ﻓﺄﺭ ﺻﻐﻴﺮ ﻟﻢ
ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺒﺘﻠﻌﻪ ﺃﻓﻌﻰ، ﻭﻛﺄﻱ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﻭﻻ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ
ﺗﺤﺮﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭﺗﻐﻤﺮﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﻟﺤﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻬﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﻮﻉ
ﺃﻭ ﻋﻄﺶ ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﻈﻴﺮﺓ ﻳﺤﺮﺳﻪ ﻛﻠﺐ ﺗﻢ ﺗﺮﻭﻳﻀﻪ، ﻣﺜﻞ
ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﺃﺷﻌﺮ، ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻲ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ
ﻣﻮﻃﻨﻲ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﻋﺮﺑﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، ﻭﻓﻲ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺃُﻡ ﺗﺮﻯ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺳﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﻣﺜﻞ ﺭﺟﻞ ﺃﻣﻀﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻭﻟﻪ ﻣﻮﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ، ﻭﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﺘﺎﺓ
ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺤﺒﻴﺒﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ، ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺳﻌﺎﺩﺗﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﻧﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ
ﻭﺗﺒﻌﺪﻧﻲ ﻭﻟﻮ ﻗﻠﻴﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻻ ﻳﻌﻜﺮ ﺻﻔﻮ ﻟﻴﻠﻲ ﺧﻔﺎﺵ