ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ .. (5 )
.....
ﻳﺠﻠﺲ ﺍﻻﻥ ﺑﻤﻘﻬﻰ ﺑﺮﺝ ﺇﻳﻔﻞ، ﺍﻟﻄّﺒﻖ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ ﺣﻴﺚ ﻋﻨﺎﻕ ﻭﺩﺍﻋﻬﺎ ﺑﻪ، ﻭ ﺳﻔﺮﻫﺎ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﻭ ﺷﺎﺣﺒﺔ
ﺑﺎﻛﻴﺔ ﻟﻠﺪﺍﻧﻤﺎﺭﻙ، ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﻳﺴﺒﻮﻙ، ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻣﺘﻠﻬّﻔﺔً ﻟﻮﺟﻮﺩﻩ ﻭ ﻟﻮ
ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺎ، ﻻ ﺗﻨﻔﻚ ﺗﺮﺳﻞ ﻟﻘﻠﺒﻪ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺷﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﻠﺘﻮﻳﺔ ﻭ ﻣﺘﺄﻭﻫﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﻮﻧﺔ
ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﻣﻨﻬﺎ، ﻟﻠﺮّﻗﺺ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻠﻴﻼﺀ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺰﻣﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ
ﻭ ﺛﻤﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺑﺮﺣﺎﺏ ﺧﻔّﺔ ﺭﻭﺣﻬﺎ .
ﻭ ﺃﻣّﺎ ﺍﻻﻥ ﻓﺤﺒّﻬﺎ ﻏﺪﺍ ﻛﺒﻠﺴﻢٍ ﻣﺘﺄﺧّﺮ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻻﻣﺴﺎﻙ، ﻷﻥّ ﻏﺮﻭﺭ ﻣﻠﻤﺢ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺳﻄﻮﺍ
ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﺷﻴﻪ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻠﺐ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻭ ﺃﺭﺩﺍﻫﺎ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻟﻦ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺣﺘّﻰ ﻫﻲ ..
ﻧﺴﻲ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﺐ ﻗﻬﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ، ﻭ ﺑﻘﻲ ﺍﻟﻨّﺎﺩﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲّ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻣﺘﺄﻣﻼ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸّﺎﺏ ﺍﻟﻮﺳﻴﻢ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﺮﺏ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﺎﺹ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭ ﺍﻟﺜﻤﺎﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻼّﺷﻲﺀ ﻭ ﺍﻟﻼّﻣﻌﻨﻰ، ﻛﻴﻒ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ؟
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﺛﻪ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ، ﻭ ﺍﻻﻥ ﺣﺘﻰ ﺟﻴﺴﻜﺎ ﻏﺎﺩﺭﺗﻪ، ﻣﻠﻤﺤﺔ ﻟﻪ ﻟﺼﺪﻳﻘﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻴﺒﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻠﻨﺪﻧﻴﺔ، ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻼﺣﻘﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭ ﺗﺨﺘﻠﻲ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻛﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﺳﻤﺮ ﺃﺩﺑﻲ ﻭ
ﺭﻭﺣﻲ ﻣﺎﺯﺝ ﻛﻠّﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻪ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻜﻠّﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻨّﺖ ﻟﺤﻈﺔ ﺳﺮﻗﺘﻪ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ..
ﻓﻔﻬﻢ ﻛﺄﻥّ ﺟﻴﺴﻜﺎ ﻗﺪ ﺭﺿﻴﺖ ﺑﺎﻟﻔﺮﻕ؟ ﻭ ﺑﻤﺎ ﺍﻧﺪﻣﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺗﺠﺎﺟﻬﻪ؟ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺼﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ
ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠّﻮﺍﺗﻲ ﻭﺛﻖ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻓﻴﻬﻦ؟
ﺇﺫﺍ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﺸﻲﺀ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﺤﺐ، ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭ ﻣﻤّﻦ ؟ ﻣﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﺷﻘﺮﺍﺀ
ﻛﺠﻴﺴﻜﺎ ؟ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﻬﺎﺀ .
ﺛﻢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ؟ ..
ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﺘﺸﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺸﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺸّﻚ ﺗﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘّﻔﺎﺅﻝ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻟﻘﻠﺒﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ،
ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻐﺮﻩ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ .. ﻻ ﻳﻬﻢ ﺍﻻﻥ ﻓﻘﺪ ﻏﻴّﺮ ﻧﻈﺮﻩ ﺻﻮﺏ ﻣﺎ ﻓﻜّﺮ ﻓﻴﻪ، ﻭ ﻣﺎ ﺟﻠﺐ ﺧﺎﻃﺮﻩ ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺟﻮﺍ ﻭ ﺃﺣﺎﺳﻴﺴﺎ، ﻟﻤﻬﻤﺔ ﺧﺎﺻّﺔ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪّ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﺋﻬﺎ ﻭ ﺇﺭﺍﺣﺔ ﺿﻤﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺇﺭﺑﺎﻛﻬﺎ ﻟﻪ ..
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻳﺒﻨﻲ ﺗﺄﻣﻼﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﺎﻳﺸﻪ ﻧﻈﺮﻩ، ﻭ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﻧﻪ ﺟﺪﻳﺮﺍ
ﺑﺎﻟﺘّﺪﻭﻳﻦ .. ﻓﺎﻟﻦﺀﺎﺳّ ﺇﻧّﻤﺎ ﺧﻠﻘﻦ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺫﺍﺑﻠﺔ ﻓﻘﻂ، ﻛﻤﺎ ﻫﻦ، ﻭ ﻷﻥّ ﺍﻟﺘّﺴﺮﻉ ﻣﻨﻬﻦّ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﻼﺩﺓ
ﺗﻌﻠﻘﻬﻦّ ﺑﻪ ﻭ ﺭﻏﺒﺘﻬﻦ ﻓﻲ ﻟﻤﺲ ﺩﻑﺀ ﺣﻀﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻭ ﻟﺤﻨﻪ ﻭ ﻣﻴﻠﻪ ﻟﻺﺣﺴﺎﺱ ﺑﻌﻄﻒ ﻗﻠﻮﺑﻬﻦ ..
ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺳﻴﺮﺿﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ؟ ﺍﻟﺘﺄﻣّﻼﺕ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻓﺘﺮﺓ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻹﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ ﻭ ﺟﺒﺮ
ﺍﻟﻀّﺮﺭ ..ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼّﺪﻕ ﻣﺎ ﺍﻧﺒﺜﻖ ﻣﻤّﺎ ﺧَﻠُﺺَ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪّﻫﺮ ﻣﻦ ﺯﻳﻔٍﺮ ﻟﻮﻗﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ، ﻟﻜﻨّﻪ ﻛﺎﻥ
ﻣﻨﺤﻰ ﻳﻜﺬﺏُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺒﺮﻯ ﻟﻠﺪّﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ .. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻّ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺩﻫﺎﻟﻴﺰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭ ﻋﻠﻰ
ﺗﺨﻮﻡ ﺍﻟﻌﺮﻭﺵ ﺍﻟﺰّﺍﺋﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺪﺕ ﻭ ﻋﺎﺷﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻑ ﺍﻷﻗﻨﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺪّﻗﻮﺍ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ
ﺍﻟﻤﻨﻤّﻘﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻣﻊ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﻭ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ..
ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺆﺳﺲ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﺇﻻ ﻟﻠﺤﻨﻖ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻭ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻓﺤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ﺍﻷﺣﻼﻡ ..
...ﻳﺘﺒﻊ