ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﺭ ..بقلم الشاعر المصري ﺑﻬﺎﺀ ﻣﺤﻤﻮﺩ- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻃﻔﻠﺘﻲ ﺍﻟﻮﻓﻴّﺔ
ﺗﺮﺗﻊ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﻉ ﻋﻤﺮﻱ
ﺗﻠﻬﻮ ﻓﻲ ﺟﻨﺒﺎﺕ ﻗﻠﺒﻲ
ﺗﺤﺪﺛﻨﻲ ﻛﻘﻄﺔ ﺷﻘﻴﺔ
ﺗﺨﺮﺑﺶ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ
ﺑﺄﻧﺎﻣﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ
ﺗﻌﺒﺚ ﺑﺄﻭﺭﺍﻗﻲ
ﺗﺒﻌﺜﺮ ﻗﺼﺎﺋﺪﻱ
ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻓﻲ ﻗﺼﺔٍ
ﻣﻦ ﻗﺼﺼﻲ ﺍﻟﻤﻄﻮﻳﺔ
ﻭ ﺃﻧﺎ ﻣﺴﺘﻤﺘﻊٌ
ﻣﺴﺘﺄﻧﺲٌ
ﻣﺴﺘﺴﻠﻢٌ
ﻛﻌﺎﺩﺗﻲ
ﺑﻼ ﺣِﺮﺍﻙ
ﻭ ﻻ ﺷﺮﻁ
ﺇﻻ ﺷﺮﻃﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ
ﻻ ﺃﺭﻳﺪﻛﻲ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺤﻲ
ﺃﺟﻨﺪﺗﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ
ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻗﺼﺘﻲ
ﻭ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻻ ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻓﻲ
ﺣﻘﻴﻘﺘﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ
ﻓﺎﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻓﺎﺭﺳﺎ
ﻣﻦ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ
ﻭ ﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﺑﺄﻣﻴﺮ
ﺃﻧﺎ ﺭﺍﻉٍ ﻓﻘﻴﺮ
ﺃﺭﻋﻰ ﺍﻟﻀﺄﻥ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ
ﺃﻧﺎ ﻟﺺّ ﺑﻘﻠﺐٍ ﺻﻐﻴﺮ
ﺭﺃﺗﻨﻲ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ
ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﺧﺘﻠﺲ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ
ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻲ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻬﺎ
ﺃﻣﺮﺕ ﺣﺮّﺍﺳﻬﺎ
ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻜﻮﺍ ﺑﻲ
ﻭ ﻗﺎﻟﺖ
ﻟﻴﺲ ﻟﺮﺍﻉٍ ﻓﻘﻴﺮ
ﺑﻘﻠﺒﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﺃﻥ ﺗﻠﻤﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ
ﺃﻥ ﻳﺤﻠﻢ
ﻭ ﺣﻜﻤﺖ ﻋﻠﻲّ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ
ﺃﻥ ﺃُﺳْﺤَﺮ
ﺷﺎﻋﺮﺍ
ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻮﺍ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﺑﻘﻠﺐ ﻛﺒﻴﺮ
ﻭ ﻭﺿﻌﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺗﻊ ﺍﻟﺤﺴﺎﻥ
ﻫﺬﻩ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﺭ
ﻣﻦ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ
ﻣﺴﺤﻮﺭ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ