ﻣﺮﺍﺭﺓ .. ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ..
ﻻﺯﺍﻝ ﺻﻮﺕ ﻣﺤﺮﻙ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻳﻤﻸ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻟﻀﺠﻴﺞ .. ﻭﻳﺒﻌﺚ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻌﺐ .. ﻣﺸﻰ ﻳﺤﻤﻞ ﺧﻤﺴﻴﻦ
ﻣﻀﺖ ..ﻭﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺧﻠﻒ ﻗﻀﺒﺎﻥ ﺍﻟﻈﻼﻡ ..ﺍﺧﺘﻠﻂ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﺄﻭﻻﺩﻩ
.. ﻭﺯﻭﺟﻪ ..ﺑﺎﻷﺳﻰ .. ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻠﻴﺊ ﺑﺎﻟﺪﻑﺀ ..ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻠﻤﻬﻢ ﺧﻴﻤﺔ ..
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺧﻴﻤﺘﻬﻢ .. ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .. ﺩﻓﻊ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﺒﺎﺏ ..ﻭﺣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻘﺖ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ..ﺍﺭﺗﻤﻰ
ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ .. ﻭﺃﻣﻬﻢ ..ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ .. ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﺥ .. ﻭﺍﻷﻧﻴﻦ .. ﻟﻜﻦ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻨﻬﻢ ﻇﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ..
ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺮﻙ … ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ..ﺃﻭﻣﺄ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ .. ﻟﻜﻨﻪ ﻇﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ ﻟﺘﺼﺐ ﻓﻲ
ﻗﻠﺐ ﺃﺑﻴﻪ .. ﻧﻬﺾ ﻣﺴﺮﻋﺎً ..ﺭﻣﻰ ﺑﺎﻟﻐﻄﺎﺀ ﻋﻨﻪ .. ﻭﺭﺍﺡ ﻳﻨﻮﺡ ..ﻓﻠﻘﺪ ﺃﻣﺴﻰ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﺑﺴﺎﻕ ﻭﺍﺣﺪﺓ ..
ﺷﻌﺮ ﺍﻷﺏ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺭ ﺑﻄﻮﻝ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ .. ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺘﻴﺎﻕ .. ﻗﺪ ﺗﻬﺸﻢ ﺛﺎﻧﻴﺔ
.. ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﻠﺖ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺣﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ..ﻭ ﺑﻬﺠﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ … ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺪﻕ
ﻓﻲ ﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ .. ﺳﻴﻤﻀﻲ ﻣﺎﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ .. ﺑﺂﻻﻑ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ .. ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ..ﻭﺑﺴﺎﻕ
ﻭﺣﻴﺪﺓ