ﻟﻤﺎﺫﺍ نكتب ... بقلم الكاتبة السورية رشا الحسين- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﺍﻟﻤﻬﺰﻭﻡ ، ﺍﻟﻤﺘﻘﻬﻘﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﻃﻐﺎﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ،ﺍﻟﻤﺘﻘﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻫﺪﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﺟﻤﻌﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺍﺋﺪ
ﺍﻟﺒﺌﺲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺷﺘﺎﺕ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﻧﺎ ﺍﻟﻤﻬﺰﻭﻡ
ﺃﻣﺎﻡ ﺿﻐﻮﻁ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭ ﺍﻟﺬ ﻱ ﺭﺑﻤﺎ ﺑﺎﺕ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ، ﻷﻥ ﺍﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﻳﺼﻌﺐ ﺟﺪﺍً،
ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻨﻬﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﺟﺘﺜﺎﺙ ﻓﻜﺮ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻨﺎ
ﺳﻮﻯ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺃﻗﻼﻡ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻬﺎ، ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻭﻛﺘﺒﻨﺎ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻷﻣﺎﻧﻴﻨﺎ ﻟﺤﻠﻤﻨﺎ
ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ، ﻷﻭﺟﺎﻉ ﺃﻣﺔ ﻭﻫﻤﻮﻡ ﻭﻣﺸﺎﻏﻞ ﻭﻷﺣﻼﻡ ﻏﺪﺕ، ﻭﺃﺣﻼﻡ ﻧﺼﻮﺭﻫﺎﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﺩﻣﺔ،
ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻟﺴﺮﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ ﻣﻦ ﺑﻼﺩﻱ ﻭﻣﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ، ﻭﻟﻜﻞ ﻣﻮﺅﻭﺩ ﻭﻣﻮﺅﻭﺩﺓ ﻻ
ﺗﻌﺮﻑ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻗﺘﻠﺖ، ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺑﻰ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ، ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻟﻠﻴﺎﺳﻤﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﻗﻠﻌﺔ ﺣﻠﺐ، ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﺩﻭﻟﺘﺎﻥ، ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻟﻮﻃﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻛﻜﻞ ﺍﻷﻭﻃﺎﻥ، ﻛﺘﺒﻨﺎ
ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ،ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻭﺍﻟﺨﺬﻻﻥ، ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻟﻠﻌﺮﻭﺑﺔ ﺍﻟﻐﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ
ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺔ ،ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺩﻭﻝ ﺗﺴﻘﻂ ﺯﻋﺎﻣﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﺭ ﻏﺎﻧﻴﺔ ،ﻏﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﻳﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ،ﺗﺠﻴﺪ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻭﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ،ﻫﺪﻳﺘﻬﺎ ﺟﻨﺔ ﻏﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺩﻡ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺛﺮﻭﺍﺗﻪ
ﺍﻟﻤﺴﺮﻭﻗﺔ، ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻋﻦ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ، ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻋﻦ
ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ، ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺎﻙ ﻓﻲ ﺳﺮﺍﺩﻳﺐ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ
،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻨﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﺳﺘﻤﻌﻨﺎ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺼﻤﺖ،ﺣﻔﻈﻨﺎ ﺍﻟﺪﺭﺭﺱ ﻟﻦ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﻦ
ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺷﻌﺐ، ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ، ﻛﺘﺒﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺻﻌﺐ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ،ﺃﺗﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ
ﺍﻟﺪﺭﺏ، ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻳﺤﻴﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻋﺎﺷﺖ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺣﺮﺓ ﺃﺑﻴﺔ