ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﻪ
ﻧﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺗﺸﻌﺮﻙ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﻭﻫﺪﻭﺀ ﻭﺳﻜﻴﻨﺔ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﻤﻨﻴﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ
ﻟﻮﺣﺪﻱ ﺃﻓﻜﺮ ﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺑﺪﺃ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻣﻌﻜﻢ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻬﻤﺎ ﺍﻟﻮﻫﻦ
ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻫﻤﺎ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺃﺳﺄﻝ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺣﺪﺛﻜﻢ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﻐﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﺄﺧﺬﻫﺎ .... ؟
ﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺣﺪﺛﻜﻢ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺎﻟﻮﺩ ﻭﺍﻹﺧﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ
ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺒﺪﺩﺕ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻭﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ... ؟
ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻣﺴﻤﻴﺎﺕ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻛﺎﻟﻐﺪﺭ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻧﻪ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﻪ ﻫﻲ
ﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ .
ﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺣﺪﺛﻜﻢ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺪ ﺗﻜﺎﻟﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺫﻟﻴﻞ ....؟
ﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺣﺪﺛﻜﻢ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻪ ﻏﺼﺔ ﻭﺃﻟﻢ ﻭﺣﺮﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ...؟
ﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺣﺪﺛﻜﻢ ...؟
ﻫﻞ ﺃﺣﺪﺛﻜﻢ ﻋﻦ ﺃﺥ ﺑﻠﻎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺑﺄﺧﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺍﻟﻤﻴﺴﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺳﻮﺭﺍ
ﻋﺎﻟﻴﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﻧﺎﻇﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﻻ
ﻳُﻌﻴﺮﻩ ﺃﺣﺪﺍً ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻤﺪﻗﻊ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻭﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻣﺼﻴﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ
ﺍﻟﻤﻌﺪﻡ .
ﻫﻞ ﺃﺣﺪﺛﻜﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺼﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺳﻮﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍ
ﻭﻋﻈﻴﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﺼﻞ ﺍﻷﺥ ﻋﻦ ﺃﺧﻴﻪ
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻴﺎﻩ ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻫﻮ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺎﻟﻐﺮﻳﺐ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻧﺎﺳﻪ ﺯﻣﺎﻥ .............